أمضى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ليلة مخيِّبة لآماله، بعد الأداء المتعثر الذي خرج به حزبه من انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، وسط تقارير تفيد بأنه كان "يصرخ في الجميع" في دائرته المقربة، بعد أن تبدد حلمه بتحقيق انتصار كبير على الديمقراطيين، وخرج ضعيفاً من الانتخابات.
الرئيس السابق، الذي وضع ثقله شخصياً في الحملة الانتخابية، كان يحلم بانتصار ساحق للجمهوريين قبل "إعلانه الكبير جداً"، الذي وعد به الأسبوع المقبل، والذي قد يكون ترشحه للانتخابات الرئاسية.
مزاج ترامب لم يتأثر بالأداء المثير للإعجاب لحاكم فلوريدا والفائز الجمهوري الكبير في الانتخابات، لكنه كان "غاضباً" من مستشاريه، بعد أن تعثر المرشحون الذين أيدهم، لا سيما من اختيار الطبيب التلفزيوني الشهير محمد أوز كمرشح في سباق مجلس الشيوخ في بنسلفانيا.
إذ أوردت صحيفة "نيويورك بوست" أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان "غاضباً"، الأربعاء، بشأن خسارة الجمهوري الدكتور محمد أوز في السباق الحاسم لمجلس الشيوخ في بنسلفانيا.
وألقى ترامب باللوم على زوجته والمقربين منه؛ بسبب حثهم إياه على دعم المرشح الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا، محمد أوز، وفقاً للصحيفة.
ووصف الرئيس السابق دعم زوجته لأوز بأنه "ليس أفضل قرار لها"، وفقاً لما ذكرته مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" ماغي هابرمان.
وقالت هابرمان: "من الجدير بالذكر أن ترامب رجل ناضج، أيَّد أوز بسبب اعتراض بعض الأشخاص المقربين منه على المرشح الجمهوري الآخر، وبدلاً من ذلك ذهب إلى أبعد من مجرد التأييد وهاجم (المرشح الجمهوري الأساسي) ديف ماكورميك من المنصة في تجمع حاشد".
وبدوره، كشف مراسل شبكة "سي إن إن"، جيم أكوستا، أنه بحسب مستشار ترامب، فإن الأخير "غاضب ويصرخ في الجميع" بعد النتائج المخيِّبة للآمال التي حصدها الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي.
وانتقد المستشار المرشحين الذين اختارهم ترامب قائلاً: "لقد كانوا جميعاً مرشحين سيئين.. اختيار المرشحين مهم".
لكن ترامب نفى ذلك في حديثه مع "فوكس نيوز"، وقال رداً على سؤال حول فرص إبقاء "إعلانه الكبير" المرتقب في 15 تشرين الثاني/نوفمبر "لماذا نغير أي شيء؟".
وقبل الانتخابات، عبَّر زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عن قلقه من "نوعية" المرشحين الذين دفع بهم دونالد ترامب إلى الواجهة.
من جانبه، قال جون روغوفسكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، لوكالة فرانس برس إن انتخابات منتصف الولاية كانت عموماً في مصلحة المعارضة "وما كان يجب أن تكون بهذه الصعوبة للجمهوريين"، لا سيما في إطار من تضخم شديد يترافق مع تراجع شعبية جو بايدن.
وتابع جون روجوفسكي: "كان أداء العديد من المرشحين" المدعومين من دونالد ترامب "سيئاً". في المقابل فاز بعض أشد أعدائه.
فقد احتفظ بريان كمب، المعارض علناً لترامب الذي يأخذ عليه دوره في المصادقة على انتخابات 2020 بمنصبه كحاكم جورجيا.
هذه النتائج تُظهر أنه "يمكن لشخص ما أن يكون محافظاً ولديه مبادئ ومعارضاً لترامب وأن يفوز"، كما قال بيتر لوج، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن.
فيما قال جيف دانكان، نائب الحاكم الجمهوري لجورجيا الذي ينتقد الرئيس السابق، الأربعاء لشبكة "سي إن إن"، إنه "آن الأوان للانتقال إلى أمر آخر".