رفضت مصر، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، طلب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الإفراج عن الناشط المصري علاء عبد الفتاح الذي برزت قضيته بشكل واسع في مؤتمر المناخ، وقالت القاهرة إن طلب المنظمة "إهانة غير مقبولة".
جاء ذلك في بيان صدر عن البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة في جنيف، وقالت البعثة إن عبد الفتاح "يقضي عقوبته بعدما تمت إدانته".
أضافت البعثة أن "مضمون بيان المفوضية يقوض عن عمد، استقلال القضاء وسيادة القانون كحجر زاوية لا غنى عنه لحماية حقوق الإنسان وتعزيزها"، واعتبرت أن وصف المفوضية قراراً قضائياً مصرياً بأنه "غير عادل، هو بمثابة إهانة غير مقبولة".
كذلك اتهمت البعثة المصرية بيان المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بأنه "انتهاك لمبادئ الحياد والموضوعية المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة"، وقالت إنه "يعالج قضية فردية على أساس انتقائي؛ مما يزيد من الشك في موضوعيته".
أضافت البعثة في بيانها، أن المفوض السامي "اعتمد على معلومات لا أساس لها مستمدة من مصادر تروج لمزاعم كاذبة"، على حد تعبيرها، وقالت إن القاهرة تتوقع من المفوض أن "يحترم ولايته وأن يظهر الاحتراف عند بدء فترة عمله، وأن يمتنع عن التعليق على القضايا التي تمت محاكمتها أمام المحاكم المصرية".
كان المفوض السامي، تورك، قد حذّر من أن حياة الناشط عبد الفتاح في خطر شديد، وقال إن إضراب عبد الفتاح عن الطعام والشراب يعرض حياته لخطر داهم، داعياً السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن الناشط.
من جانبها، قالت الناطقة باسم المفوضية العليا رافينا شمدساني، في تصريح صحفي بجنيف، إن تورك "يأسف بشدة، لأن السلطات المصرية لم تفرج بعد عن المدون والناشط المعرضة حياته لخطر كبير".
كان عبد الفتاح قد أبلغ عائلته أنه سيتوقف عن شرب الماء يوم الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في تصعيد لاحتجاجه بالتزامن مع وصول زعماء من مختلف أنحاء العالم إلى مصر؛ للمشاركة في مؤتمر المناخ بمصر.
والدة الناشط قالت إنها لم تتلق رسالته الأسبوعية المعتادة يوم الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عندما زارت السجن المحتجز فيه شمال غربي القاهرة، رغم انتظارها لساعات.
فيما قالت شقيقته سناء لصحفيين في شرم الشيخ: "لا نعلم أين هو، ولا نعلم ما إذا كان على قيد الحياة".
ورداً على سؤال عن احتمال وفاة علاء عبد الفتاح بالفعل في ظل غياب الاتصال به، قالت المتحدثة باسم تورك في جنيف: "نحن قلقون للغاية على صحته ولا توجد شفافية أيضاً بشأن وضعه الحالي".
يأتي هذا الموقف من مصر، على الرغم من الضغوط الكثيرة التي تعرضت لها القاهرة خلال قمة المناخ بشأن قضية عبد الفتاح، إذ أكدت فرنسا وبريطانيا أنهما طرحتا مسألة سجن الناشط.
صحيفة Washington Post قالت إن "الحكومة المصرية المعروفة بقبضتها السلطوية، عجزت عن منع النشطاء السياسيين من اعتلاء صدارة الاهتمام في شرم الشيخ يوم الثلاثاء (8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022)، وفشلت في حجب الأضواء المسلطة على محنة علاء عبد الفتاح".
حُكم على علاء عبد الفتاح بالسجن خمس سنوات في ديسمبر/كانون الأول 2021 بتهمة نشر أخبار كاذبة. وأضرب عن الطعام منذ 220 يوماً؛ احتجاجاً على احتجازه وظروف سجنه.