شهدت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعض الإشكاليات، فيما أظهرت استطلاعات رأي تقدّم الجمهوريين على حساب الديمقراطيين، في الانتخابات التي تشكل اختباراً حقيقياً لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ففي ولاية أريزونا، تعطلت 20% من ماكينات التصويت في أنحاء الولاية، وواجه 223 مركزاً صعوبات في استكمال عمليات الاقتراع، بحسب ما قالت شبكة CNN الأمريكية.
وقال رئيس مجلس المراقبين في مقاطعة ماريكوبا داخل الولاية بيل غيتس إن "نحو 20% من المراكز تواجه مشاكل" تقنية، فيما قال غيتس إن الماكينات المعطلة لن تؤثر على نزاهة الانتخابات.
وأشار غيتس إلى أن البطاقات التي تعذر مسحها إلكترونياً ستوضع في "صندوق آمن ستُحفظ فيه حتى وقت لاحق من المساء، حيث سيتم نقلها إلى هنا في مركز المقاطعة لمسحها".
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد فاز في انتخابات 2020 بولاية أريزونا بفارق ضئيل، لم يتعد عشرة آلاف صوت، وأدت مقاطعة ماريكوبا دوراً أساسياً في هذا الفوز.
لكن في الولاية التي تميل تاريخياً للجمهوريين شكك كثر في النتائج؛ ما أدى إلى نظريات مؤامرة عن تلاعب بالنتائج.
وخلال السنتين الماضيتين سعى الرئيس السابق دونالد ترامب، للترويج لمزاعم بشأن تلاعب بالنتائج، على الرغم من عدم ثبوت ذلك في تحقيقات عدة أحدها أجري بتمويل جمهوري.
خلل بالبطاقات العربية
فيما أعلن مسؤول أمريكي، اكتشاف أخطاء في "بطاقات الاقتراع" الصادرة باللغة العربية، وذلك في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في وقت تشير استطلاعات رأي عدة في الولايات المتحدة، إلى تقدّم الجمهوريين في الانتخابات على حساب الديمقراطيين.
وفق وسائل إعلام محلية في أمريكا، قال جورج دارني، كاتب مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان في بيان، إن "الخطأ" يظهر في ورقة الاقتراع؛ حيث يمكن للناخب إدراج أسماء المرشحين للمحكمة العليا في ميشيغان.
وأشار إلى أن الخطأ أثر على "43 ناخباً في ديربورن" والذين كانوا قد طلبوا بطاقات اقتراع باللغة العربية.
يظهر الخطأ في الإرشادات أن الناخبين يجب أن يختاروا مرشحاً واحداً للمحكمة العليا، ولكن الصحيح أنه يمكنهم الاختيار ليس أكثر من مرشحين، إذ يوجد مقعدان شاغران في المحكمة العليا لولاية ميشيغان.
وحمل دارني مسؤولية الخطأ إلى لجنة الترجمة ومجلس المدينة، مشيراً إلى أنه كان قد حذر من حصول هذه الأخطاء، في ظل الضغوط لإنهاء الترجمة في وقت مبكر.
وتعتبر ديربورن من المدن التي يسكنها عدد كبير من الأمريكيين الناطقين باللغة العربية، والذين تبلغ نسبتهم 47% من سكان المدينة، بحسب التعداد الأخير الذي أجري في الولايات المتحدة.
حيث قال مسؤولون في ولاية إلينوي إن مكتب مقاطعة شامبين، الذي يدير الانتخابات لتلك المقاطعة، يواجه تباطؤًا في موقع الويب.
مثل هذا الهجوم لن يؤثر على قدرة الناخبين على الإدلاء بأصواتهم ولكن يمكن أن يجعل الوصول إلى خدمات الويب مثل معلومات موقع الاقتراع، أكثر صعوبة.
انتخابات مصيرية
يتنافس كل من الديمقراطيين والجمهوريين على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ، إضافة إلى التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب، البالغ عددها 435 مقعداً.
تتسم هذه الانتخابات بالمنافسة الحادة، إذ صارت السيطرة على الكونغرس على حافة الهاوية أكثر من أي وقت مضى خلال العقدين الماضيين.
ينقسم مجلس النواب بالتساوي؛ لدرجة أنَّ نقل خمسة مقاعد فقط يمكن أن يقلب ميزان القوى من الديمقراطيين إلى الجمهوريين.
كذلك فإن مجلس الشيوخ منقسم حرفياً – 50 مقعداً لكل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري- بحيث يمكن أن يؤدي فقدان مقعد واحد إلى انتزاع السيطرة من الديمقراطيين (الذين يتولون زمام السلطة الآن فقط، لأنَّ كامالا هاريس، بصفتها نائب الرئيس، لديها تصويت كسر التعادل).
في حال فاز الجمهوريون في مجلس النواب أو الشيوخ، فسيقضي ذلك على جهود بايدن للحفاظ على حق الإجهاض ومزايا اجتماعية أخرى، ضمن أولويات الديمقراطيين في الكونغرس.
كما أن فوز الجمهوريين في مجلس الشيوخ من شأنه أن يمنع ترشيحات بايدن للمناصب القضائية أو الإدارية.
في حال حصل الجمهوريون على أغلبية في مجلس النواب فإنهم يخططون لاستخدام سقف الدين الاتحادي وسيلة ضغط للمطالبة بتخفيضات كبيرة في الإنفاق، كما أنهم سيسعون أيضاً إلى جعل التخفيضات الضريبية للأفراد التي أقرها ترامب في عام 2017 دائمة، وكذلك إلى حماية التخفيضات الضريبية للشركات التي حاول الديمقراطيون إلغاءها خلال العامين الماضيين.
كما أن السيطرة على الكونغرس ستمنح الجمهوريين سلطة منع المساعدات لأوكرانيا، لكن من المرجح أن يبطئوا أو يحدوا من تدفق الأسلحة والمساعدات الاقتصادية إلى كييف بدلاً من إيقافها.
كان أكثر من 40 مليون أمريكي قد صوتوا، في وقت مبكر، من أصل 170 مليون ناخب مسجل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.