الأردن وإسرائيل توقعان مذكرة تفاهم لـ”الطاقة مقابل الماء”.. خطوة للمضي باتفاق أثار غضباً بالمملكة

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/08 الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/08 الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش
ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ خلال لقائهما على هامش قمة المناخ بمصر - رويترز

وقعت إسرائيل والأردن، الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مذكرة تفاهم للمُضي قدماً في اتفاق المياه مقابل الطاقة، بعد أن أثبت فحص أولي للمشروع أنه قابل للتنفيذ، وهو مشروع كان قد تسبب في احتجاجات في المملكة رافضة للتعامل مع إسرائيل. 

تتمثل الفكرة، التي تم الإعلان عنها لأول مرة قبل عام، في أن يقدم الأردن 600 ميجاوات من الطاقة الشمسية ليتم تصديرها إلى إسرائيل، وفي المقابل، ستزود إسرائيل الأردن، الذي يعاني من ندرة المياه، بمئتي مليون متر مكعب من المياه المحلاة.

تم توقيع مذكرة التفاهم خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) والمنعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر، وذلك في فعالية استضافتها الإمارات التي أصبحت في عام 2020 أول دولة خليجية تطبع العلاقات مع إسرائيل، وهي شريكة أيضاً في المشروع.

سيكون هذا التعاون الأول من نوعه بين الأردن وإسرائيل، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز. 

كان مشروع مقايضة "الطاقة بالمياه" قد قوبل برفض في الأردن في ديسمبر/كانون الأول 2021، وخرجت احتجاجات ضد "إعلان النوايا" الذي وقعته المملكة مع إسرائيل والإمارات بشأن هذا المشروع. 

حينها ندد المشاركون في الاحتجاجات باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وسط هتافات تدعو إلى إسقاطها، منها: "رهنونا للكيان (إسرائيل).. بكرة (غداً) يحتلوا عمان"، و"كلمة حق وصريحة.. وادي عربة (اتفاقية السلام مع إسرائيل) فضيحة".

وفي يوليو/تموز 2021، أعلن الأردن وإسرائيل عن توصلهما إلى اتفاق تبيع الأخيرة بموجبه 50 مليون متر مكعب من المياه سنويا لعمّان، بعد لقاء جمع وزيري الخارجية أيمن الصفدي، ونظيره الإسرائيلي حينها يائير لابيد.

يُعد الأردن من أكثر الدول التي تعاني نقصاً في المياه؛ إذ يواجه موجات جفاف شديد، ويعود تعاونه مع إسرائيل في هذا المجال إلى ما قبل معاهدة السلام التي وقعاها في العام 1994، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

كذلك فإن الأراضي التي تحتلها إسرائيل هي حارة وجافة، لكن تقنية تحلية المياه فتحت فرصًا لتل أبيب لبيع المياه العذبة. 

بدوره، قال مركز أبحاث "سينتشري" الأمريكي في تقرير في ديسمبر/كانون الأول 2021 إن "الأردن هو الآن ثاني أكثر بلد يعاني من انعدام الأمن المائي في العالم، بحسب بعض الإحصائيات". وأضاف: "من المتوقع أن تتجاوز الاحتياجات المائية الموارد (المتوفرة) بأكثر من 26% بحلول عام 2025".

تعود دبلوماسية المياه إلى العام 1921 وإنشاء محطة للطاقة الكهرومائية في نقطة التقاء نهر اليرموك بنهر الأردن، واستمرت بعد الإعلان عن "قيام دولة إسرائيل" في 1948.

يُشار إلى أن العلاقات بين عمّان وتل أبيب شهدت جفاءً واضحاً في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو (2009-2021)، لدرجة دفعت عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، إلى وصفها خلال جلسة حوارية في الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "في أسوأ حالاتها".

تحميل المزيد