العاهل المغربي يكشف أهداف بلاده من مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا.. ويتحدث عن تنمية “أقاليم الصحراء”

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/07 الساعة 05:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/07 الساعة 05:13 بتوقيت غرينتش
العاهل المغربي الملك محمد السادس/رويترز

وصف العاهل المغربي محمد السادس، الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنبوب الغاز المنتظر أن يربط نيجيريا والمغرب، مروراً بعدد من دول غرب إفريقيا، بأنه "أكثر من مشروع ثنائي بين بلدين شقيقين"، قائلاً إنه يريده "مشروعاً استراتيجياً لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

في خطاب إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى 77 للمسيرة الخضراء، التي استعاد فيها المغرب إقليم الصحراء من الاستعمار الإسباني في عام 1975، قال الملك محمد السادس إن المشروع يوفر "فرصاً وضمانات في مجال أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية بالنسبة لدول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، إضافة إلى موريتانيا والمغرب".

أضاف العاهل المغربي عن المشروع الذي وقَّع المغرب ونيجيريا على إطاره التعاقدي في كانون الأول/ديسمبر 2016: "إنه مشروع من أجل السلام والاندماج الاقتصادي الإفريقي والتنمية المشتركة، مشروع من أجل الحاضر والأجيال القادمة".

كما قال الملك محمد السادس إن المغرب منفتح "على جميع أشكال الشراكة المفيدة من أجل إنجاز هذا المشروع الإفريقي الكبير". وأكد "حرص المغرب على مواصلة العمل، بشكل وثيق مع أشقائنا في نيجيريا، ومع جميع الشركاء، بكل شفافية ومسؤولية، من أجل تنفيذه في أقرب الآجال".

ترسيخ "مغربية الصحراء"

قال الملك محمد السادس إن تخليد الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، يأتي في "مرحلة حاسمة من مسار ترسيخ مغربية الصحراء".

أضاف أن "توجهنا في الدفاع عن مغربية الصحراء يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة".

كما تعهَّد محمد السادس بالمضي قدماً في تنمية الأقاليم الجنوبية الصحراوية، وقال: "ندعو القطاع الخاص إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لا سيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي".

حيث يدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية، التي تسيطر المملكة على حوالي 80% من أراضيها، وتقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها حلاً وحيداً للنزاع، غير أن البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تطالب بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة لتقرير مصيرها.

تفاصيل مشروع الغاز

مشروع خط أنبوب الغاز النيجيري-المغربي الذي لم يُحدَّد جدول زمني لإنجازه بعد، يندرج في سياق جيوسياسي يطغى عليه طلب دولي قوي على الغاز والنفط وارتفاع في الأسعار، على أثر الهجوم الروسي على أوكرانيا. وتسعى دول عدة، خصوصاً في أوروبا، إلى تقليل اعتمادها على غاز روسيا. 

يبلغ طول مشروع أنبوب غاز نيجيريا – المغرب 6000 كيلومتر، ويمر عبر 13 دولة إفريقية على طول ساحل المحيط الأطلسي، ويفترض أن يمد دولاً غير ساحلية هي: النيجر: وبوركينا فاسو، ومالي. 

فيما ينبغي أن يتيح المشروع نقل أكثر من 5000 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى المغرب. وبالتالي سيتم ربطه مباشرة بخط أنابيب المغرب – أوروبا (GME) وشبكة الغاز الأوروبية.

يأتي المشروع على خلفية خصومة إقليمية متزايدة بين المغرب، والجزائر التي تُعتبر أكبر مصدّر إفريقي للغاز الطبيعي والسابع عالمياً. وبلغت الأزمة بين البلدين الجارين ذروتها مع قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في آب/أغسطس 2021 بقرار من الجزائر.

على أثر ذلك، قطعت الجزائر الغاز عن المغرب، وأغلقت في تشرين الأول/أكتوبر أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي، الذي يضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر المغرب. ومنذ ذلك الوقت تسعى الرباط إلى إيجاد بدائل لتلبية احتياجاتها.

تحميل المزيد