أوكرانيا تخطط لتحرير شبه جزيرة القرم من الاحتلال الروسي.. كييف كشفت الوقت اللازم لاستعادتها من موسكو

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/07 الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/07 الساعة 20:51 بتوقيت غرينتش
الجيش الروسي في شبه جزيرة القرم، فبراير 2022/ رويترز

تخطط إدارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لاستعادة شبه جزيرة القرم، التي تحتلها روسيا منذ عام 2014، وفق ما نقله موقع The Daily Beast الأمريكي، عن مسؤولين أوكرانيين، الذين يرون أن قواتهم قادرة على استعادة الجزيرة، خلال العام المقبل.

إذ قالت تاميلا تاشيفا، الممثلة الدائمة لرئيس أوكرانيا في جمهورية القرم والمسؤولة عن خطة استعادة شبه الجزيرة وطرد روسيا منها، إنها تعد العدة للمعركة وتستعين بشبكة سرية من المخبرين في شبه جزيرة القرم لتقديم المعاونة الاستخباراتية لها. 

لطالما رأت تاشيفا أن "الآلية الرئيسية للتخلص من الاحتلال الروسي هي السبل السياسية والدبلوماسية" التي  تقوم على التعاون مع حلفاء أوكرانيا، إلا أن صمود المقاومة الأوكرانية في الحرب الحالية إلى الشهر التاسع ثم النجاحات التي بلغتها الهجمات الأوكرانية المضادة جعلتها "ترى أن المكون العسكري آلية رئيسية أخرى في خطة استعادة شبه جزيرة القرم" التي تقع على عاتق الحكومة الأوكرانية.

<strong>تاميلا تاشيفا نائب الممثل الدائم لرئيس أوكرانيا في جزيرة القرم/ </strong>Getty Images<br>
تاميلا تاشيفا نائب الممثل الدائم لرئيس أوكرانيا في جزيرة القرم/ Getty Images

كما تنقل تاشيفا عن كيريلو بودانوف، كبير مسؤولي الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، قوله إن القوات الأوكرانية قادرة على "انتزاع أراضي القرم من روسيا بحلول نهاية ربيع عام 2023، وربما في صيفه"، وقالت تاشيفا: "أومن حقاً بأننا سنستعيد شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا في مدة زمنية أقصر".

 وتابعت تاشيفا: "نحن نزعم أن الوضع قد تغيَّر تغيراً شاملاً بعد الغزو الشامل"، فقد صار الانتصار الأوكراني يعني إخراج روسيا من جميع الأراضي التي احتلتها في عام 2014 وفي عام 2022، "نحن نخوض الحرب في أوكرانيا منذ أكثر من 8 سنوات، فهي لم تبدأ في 24 فبراير/شباط من هذا العام، وإنما قبل 8 سنوات حين احتُلت شبه جزيرة القرم".

تاشيفا أشارت إلى أن خطة أوكرانيا الزمنية لاستعادة شبه جزيرة القرم لم تتضح بعدُ، "فلا أحد لديه بيانات محددة عن موعد التخلص من احتلال شبه جزيرة القرم، لكن المدة صارت أقصر مما كنا نتوقع قبل عام واحد".

ستكون ضربة كبيرة لموسكو

من جانبها، ترى أنغيلا ستنت، المسؤولة السابقة لشؤون روسيا ومنطقة أوراسيا بمجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، أن استعادة أوكرانيا للسيطرة على القرم ستكون ضربة كبيرة لموسكو، وكارثة شخصية لبوتين، فسيطرته على الجزيرة "أحد الأعمدة التي تقوم عليها شرعيته"، ومن ثم "إذا استعاد الأوكرانيون القرم، ستكون تلك ضربة كبيرة لشرعيته. والخوف عندها من قدر التصعيد الذي قد تلجأ إليه روسيا للرد على ذلك".

وأشارت ستنت، في نوع من التحذير، إلى أنه "كلما بدا لبوتين ومقربيه حقيقة الأداء المتردي لجيشهم على الأرض… نجدهم يردون على ذلك بتكثيف الضربات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية".

تحذير واشنطن

 فيما حذَّر جون هِربست، سفير الولايات المتحدة السابق في أوكرانيا، من أنه إذا حاولت أوكرانيا طرد روسيا من القرم، فإنها تخاطر بمنح بوتين وسيلةً لحشد المزيد من المساندة المحلية للحرب على أوكرانيا.

من جانب آخر، قالت تاشيفا إن ثقتها بقدرة أوكرانيا على التخطيط لاستعادة القرم تستند إلى ما ظهر من أمارات على أن روسيا تستعد للانسحاب من خيرسون، وهي مدينة لا غنى لأوكرانيا عنها إذا أرادت السعي من أجل استعادة شبه جزيرة القرم.

كما أوضحت تاشيفا: "نحن ندرك أن الأمر [طرد الاحتلال الروسي من القرم] يتوقف على الوضع في جبهات المعارك بجنوب أوكرانيا، لا سيما على طرد الروس من خيرسون".

إلى ذلك، قال مسؤولون أمريكيون، نقلاً عن مصادر روسية وتقارير واردة من أوكرانيا، يوم الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني، إن روسيا قد تتخلى عن خيرسون قريباً. وقال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس خيرسون الذي عيَّنته روسيا، في تصريحات على قناة تليغرام Solovyov-Live: "من المرجح أن تغادر قواتنا إلى الضفة الأخرى من منطقة خيرسون".

وتحدثت المراسلة العسكرية الروسية، ساشا كوتس، عن انتشار مقاطع فيديو من أوكرانيا تُظهر إزالة الأعلام الروسية من مبنى الإدارة الإقليمية في خيرسون.

في المقابل، قال البيت الأبيض، يوم الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني، إنه على الرغم من التقارير الواردة عن تراجع روسي محتمل، فإن التقدم الأوكراني في جبهة خيرسون كان تقدماً محدوداً حتى الآن، "فخطوط القتال كانت ثابتة خلال الأيام الماضية، ولم تشهد إلا قليلاً من الحركة. وما زلنا نرى أن الأوكرانيين يتقدمون تدريجياً في الجنوب".

تحميل المزيد