ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن المغرب وإسبانيا يواصلان مساعيهما لإخراج مشروع النفق البحري الرابط بينهما إلى حيز الوجود بعد 40 عاماً من طرح الفكرة.
صحيفة "لاراثون" الإسبانية، قالت، الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الحكومة المغربية عينت مسؤولاً جديداً على رأس الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق، المؤسسة المكلفة بالتنسيق مع إسبانيا بشأن المشروع، وذلك كخطوة نحو تحرك البلدين إلى إحياء فكرة الربط القاري.
الصحيفة أوضحت أن الشركة الإسبانية أدرجت لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق "صاجيسا" ضمن المستفيدين من دعم أوروبي في إطار خطة الإنعاش الإسبانية لإجراء دراسات جديدة حول هذه البنية التحتية.
كما خصصت الحكومة الإسبانية، ضمن مشروع ميزانية سنة 2023، مبلغ 750 ألف يورو لفائدة الشركة ذاتها، من أجل إعداد دراسة جديدة بمشاركة شركة ألمانية متخصصة في بناء الأنفاق تحت ـ المائية.
ولفتت الصحيفة الإسبانية إلى أن المستجدات الحالية، تأتي مع التقارب الدبلوماسي بين إسبانيا والمغرب، مشيرة إلى أن مشروع النفق البحري، تأجل أكثر من مرة بسبب الخلافات السياسية والدبلوماسية بين البلدين.
الصحيفة أضافت أنه بعد زيارة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى الرباط ولقائه العاهل المغربي، يبدو أن "الوقت قد حان لاستئناف المشاريع القديمة المعلقة بين الملكيتين، بما في ذلك بناء نفق الربط بين ضفتي المتوسط".
وترجع أصول الإعلان الإسباني المغربي المشترك عن المشروع إلى عام 1979، من طرف الملكين المغربي الحسن الثاني والإسباني خوان كارلوس، حيث "أعربا آنذاك عن تفكير ورغبة البلدين في العمل معاً على تطوير هذا المشروع المهم للبلدين وللقارتين معاً".
ويمتد مشروع النفق على طول 28 كيلومتراً، بخط سكك حديدية تحت سطح البحر على عمق 300 متر، ويربط بين مدينتي بونتا بالوما وطنجة، في رحلات لا تتجاوز نصف ساعة.
في السياق، أوردت صحيفة "لاراثون"، أن التحركات الأخيرة تمضي تجاه إحياء هذا الحلم القديم، وبعث رسالة مفادها أن المشروع بعيد عن النسيان، وأنه يتم إحراز تقدم لجعله واقعاً بالرغم من الصعوبات التي تعترضه.
ويروج الإسبان لعدد من المحفزات التي تدفع الإنجليز لربط محطة "جبل طارق" مع المغرب، فبالإضافة إلى اتفاقية الشراكة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الموقعة في عام 2020، يضع الطرفان نصب أعينهما تشييد نفق أو جسر بحري يربط الجزيرة البريطانية مع المملكة، يمتد على مسافة 20 كيلومتراً، يوحد البلدين، بحسب صحيفة هسبريس المغربية.
ومع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبالنظر إلى العلاقات المترددة بين إسبانيا وجبل طارق والرباط، تطمح المملكة وبريطانيا إلى إنشاء قناة ثنائية، بحيث تشكل صخرة جبل طارق رابطاً أساسياً بين إفريقيا وأوروبا.
وبعد الإغلاق الكامل لملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعمل البريطانيون على البحث عن حلفاء خارج المجموعة الأوروبية.
وفور طرح هذا المشروع على طاولة النقاش في وقت سابق، نقلت وسائل إعلام إسبانية تخوف الأوساط الرسمية من نجاح هذه الفكرة، خاصة أن مدريد انتظرت طوال أربعين سنة لتوحيد مجالها الترابي مع المغرب، حتى إنها عينت لجنة مشتركة للتحقيق في جدوى توحيد القارتين في عام 1979.