بعث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، السبت 6 نوفمبر/تشرين الأول 2022، برسالة مفتوحة إلى إيلون ماسك، المالك الجديد لشركة تويتر، يحثه فيها على "ضمان أن تكون حقوق الإنسان شيئاً أساسياً بالنسبة لإدارة تويتر".
وسرحت تويتر نصف عدد العاملين بها، الجمعة. وقال موظفو شركة التواصل الاجتماعي في تغريدات إن الفريق المعني بحقوق الإنسان كان من بين المتضررين، في تطور وصفه تورك بأنه ليس "بداية مشجعة".
وقال المفوض السامي في الرسالة: "تويتر جزء من ثورة عالمية غيرت طريقة تواصلنا.. لكنني أكتب بقلق وخوف على مجالنا الرقمي العام ودور تويتر فيه".
أضاف: "مثل كل الشركات، تويتر بحاجة إلى فهم الأضرار المرتبطة بمنصتها واتخاذ خطوات لمعالجتها.. احترام حقوقنا الإنسانية المشتركة يجب أن يضع حواجز الحماية أمام استخدام المنصة وتطورها".
تابع: "باختصار، أدعوكم إلى ضمان أن تكون حقوق الإنسان شيئاً أساسياً بالنسبة لإدارة تويتر تحت قيادتكم".
واختتم تسريح العاملين أمس الجمعة أسبوعاً سادته حالة من الفوضى وعدم اليقين بشأن مستقبل تويتر تحت إدارة ماسك، أغنى شخص في العالم، الذي كتب في تغريدة أمس الجمعة أن الخدمة تشهد "انخفاضاً هائلاً في الإيرادات".
انتقادات طالت ماسك
وبدأ تويتر فعلياً في طرد موظفيه، بعد أسبوع من الفوضى وعدم اليقين بشأن مستقبل الشركة في عهد المالك الجديد إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، والذي برر قراره بأن المنصة تشهد "انخفاضاً هائلاً في الإيرادات"، في ظل سحب المُعلنين تمويلهم.
وأرسلت الشركة رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين في وقت سابق، أعلنت فيها نيتها تسريح موظفين، الجمعة، وجاء في الرسالة: "في محاولة لوضع تويتر على مسار سليم، سنمر بعملية صعبة لتقليص قوتنا العاملة على مستوى العالم الجمعة".
التزمت الشركة الصمت بشأن نطاق التسريحات، رغم أن خططاً داخلية اطلعت عليها رويترز هذا الأسبوع، تشير إلى أن ماسك يتطلع إلى تسريح نحو 3700 موظف من تويتر، أي نحو نصف عدد العاملين بالشركة، بينما يسعى إلى خفض التكاليف وفرض قواعد عمل جديدة.
كان موظفون عملوا في مجالات الهندسة والاتصالات والمنتج وإدارة المحتوى وأخلاقيات التعلم الآلي، من بين أولئك الذين تأثروا بحملة التسريحات، وفقاً لتغريدات من موظفين في تويتر.
يقول خبراء الإدارة إن أسلوب ماسك "الجاف" في تسريح العمال قد يضر بالشركة على المدى الطويل.
حيث قالت أليسون ستيفنز، مديرة خدمات الموارد البشرية في شركة Paychex: "أظن أن الموظفين يستحقون أسلوباً أكثر احتراماً وتكريماً".
فيما قال روبرت كيلي، أستاذ الإدارة في كلية تيبر للأعمال بجامعة كارنيغي ميلون، إن تويتر يعامل الناس كما لو كانوا "بضائع، وليسوا موظفين لهم احترامهم" في هذه التسريحات، وأضاف: "أظن أن عليه أن يتعامل بإنسانية أكثر مع تسريح العمال".
وأضاف: "من الضروري أن يعرف الناس أنهم موضع تقدير حتى عند التسريح. فهؤلاء الأشخاص جميعاً لديهم معارف خارج تويتر، وإذا اشتهرت بأنك لا تحسن معاملة الناس، فستخسر المواهب التي ستتجه إلى الشركات المنافسة".
من جانبها، قالت تيري كوين، مديرة البرامج في شركة GetFive إن الشركات التي تسيء التعامل مع تسريح العاملين قد تعاني تداعيات سلبية على المدى الطويل.
وأضافت: "نوصي الشركات بتنفيذها بطريقة مدروسة وكريمة، لا لأن هذا هو الأسلوب الصحيح في التعامل فقط، ولكنه قد يؤثر كثيراً على عملها أيضاً"، وقالت: "لو عُرِف عن شركتك أنها لا تحسن التعامل مع الموظفين، فقد يؤثر ذلك على محاولاتك لتجنيد الموظفين".