برّأ تحقيق رسمي لوزارة العدل في فنلندا، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، رئيسة الوزراء الشابة سانا مارين من "سوء السلوك"، وذلك في أعقاب تسريب مقطع فيديو لها وهي ترقص وتشرب مع الأصدقاء والمشاهير، في أغسطس/آب الماضي، مما شغل عناوين الصحف في شتى أنحاء العالم.
كانت شكاوى إلى أمين المظالم البرلماني زعمت أن الإفراط في استهلاك الكحول في الحزب كان سيجعل مارين، أصغر رئيسة حكومة في العالم، عندما تم انتخابها في عام 2019، غير قادرة على القيام بواجباتها الرسمية، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
تبرئة بعد عشرات الشكاوى
ويسود اعتقاد بأنه تم تقديم العشرات من الشكاوى، التي تزعم أن سلوك مارين قوّض "سمعة فنلندا وأمنها".
لكن مستشار العدل توماس بويستي خلص بعد التحقيق الرسمي إلى أن مارين "لم تتجاهل مسؤولياتها كرئيسة للوزراء".
وقال بويستي بعد التحقيق الرسمي إنه "لا يوجد سبب للاشتباه في قيام رئيسة الوزراء بسلوك غير قانوني أثناء أداء مهامها أو إهمالها لواجباتها الرسمية".
بويستي أضاف أن الشكاوى لم توضح بالتفصيل الواجب الرسمي الذي يُزعم أن رئيسة الوزراء أخفقت في القيام به، أو المهام التي قد لا تتمكن من إنجازها إذا طُلب منها القيام بذلك، وأنه لا يمكنه سوى تقييم "المواقف الملموسة".
كان المستشار بويستي أجرى تحقيقاً كذلك حول الحياة الاجتماعية لمارين بعد تلقيه شكاوى تتهمها بأنها أخذت إجازة دون أن تضع نائباً يحلّ مكانها أثناء مدّة الإجازة، هذا إضافة إلى تهم تتعلق بعدم قدرتها على الوفاء بمسؤوليات وظيفتها.
أزمة فيديو الرقص
يُذكر أنه في منتصف أغسطس/آب الماضي، انتشرت مقاطع فيديو لحفل مارين مع فنانين ومؤثرين فنلنديين على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما نشرتها العديد من وسائل الإعلام في فنلندا وخارجها.
ونُشرت المقاطع في الأصل في حساب خاص على إنستغرام. وقالت مارين، التي صارت أصغر من يشغل منصبها سناً في العالم، في ديسمبر/كانون الأول 2019، إنها كانت تعرف أنه كان يجري تصويرها، لكن لم يدُر بذهنها أبداً أن تتاح مقاطع الفيديو للجمهور.
وواجهت مارين دعوات لإجراء اختبار المخدرات من سياسيين في ائتلافها الحكومي، وكذلك من المعارضة، بعد انتشار مقاطع الفيديو، وهو ما دفعها لإجراء الاختبارات بالفعل لكنها جاءت سلبية.
انقسام في فنلندا
وعبَّر كثير من الفنلنديين عن دعمهم لأن تكون لرئيسة الوزراء حياتها الخاصة، لكن صحيفة هلسينغين سانومات قالت إن هذا الذي حدث يثير التساؤلات عن تقديرها للأمور.
ومضت تقول: "ربما تكون مارين تصرفت بحسن نية، لكن لم يكن واجباً أن تكون بمثل هذه السذاجة".
كما أضافت الصحيفة: "في موقف حساس، يمكن أن تضع رئيسة الوزراء أسلحة حرب المعلومات في أيدي من يريدون إيذاء فنلندا".
ويُنظر إلى مارين على أنها يسارية تدافع بقوة عن نظام الرعاية الاجتماعية في فنلندا، حسب شبكة بي بي سي البريطانية.
وشكّل وباء كوفيد وكذلك الهجوم الروسي على أوكرانيا السنوات الأولى من رئاستها للوزراء. وأشرفت على طلب فنلندا للانضمام إلى الناتو بعد زيادة الدعم الشعبي لأن تنضم الدولة إلى التحالف الدفاعي الغربي ضدّ روسيا.
ومن المتوقع أن تنضم إلى قادة العالم الآخرين في مؤتمر المناخ 2022 في مصر الأسبوع المقبل.