افتتحت، الجمعة، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، شركة فاغنر الروسية، المملوكة ليفغيني بريغوجين، مركزاً للتكنولوجيا العسكرية في سانت بطرسبرغ، في تحرك جديد من تحركات حليف بوتين، الذي انتقد كبار ضباط الجيش في الكرملين لأدائهم في حرب أوكرانيا، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
ويُنظر إلى افتتاح "مركز فاغنر" على أنه خطوة أخرى يتخذها بريغوجين للترويج لنشاطه العسكري، وتبني دور أكثر علنية في تشكيل السياسة الدفاعية لروسيا.
ويأتي ذلك في أعقاب عدة خطوات اتخذها بريغوجين لتعزيز صورته العامة في الأسابيع الأخيرة، بعد السنوات التي قضاها رجل الأعمال في الظل وإنكار امتلاكه لشركة فاغنر، التي يدعم جنودها المرتزقة الجيش الروسي في أوكرانيا.
فيما حضر افتتاح المركز الضخم عدد من الجنود بالزي العسكري، والخبراء الشباب في المجال التقني والثقافي، وألقت شخصيات قومية موالية للكرملين محاضرات أشادت بالمركز، وقالت إنه سيساهم في تقدُّم "بلدنا العظيم" وأمام المركز، توقفت شاحنة تحمل رمز حرف الـZ الذي تستخدمه القوات الروسية في أوكرانيا.
وقالت أناستاسيا فاسيلفسكايا، السكرتيرة الصحفية للمركز، الذي كان يعرض عدداً من الطائرات المسيّرة: "ندعو الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الصناعية، وصاحبة الأفكار الجديدة على استعداد لتطبيقها في مجال الدفاع الوطني، للانضمام إلينا".
مضيفة: "نحن، بطبيعة الحال، مهتمون بالمشاريع التي يمكن أن تكون بديلاً للواردات". ويُشار إلى أن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا جعلت من الصعب عليها شراء تكنولوجيا الأسلحة الأجنبية، فيما لم يُشاهَد بريغوجين نفسه في الافتتاح.
وقال المتطوع أليكسي سافينسكي، الذي كان يرتدي الزي العسكري: "هذا المركز تأخر كثيراً. وكان يفترض أن يُفتتح قبل عام من العملية العسكرية الخاصة، أي إنه تأخر عن موعده المحدد بعامين".
نفوذ مماثل لنفوذ وزارة الدفاع الروسية!
وفي وقت سابق قال ميخائيل خودوركوفسكي، المنشق الروسي البارز والسجين السياسي السابق، إن قادة مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر"، صار لديهم من النفوذ السياسي في الكرملين ما يساوي النفوذ السياسي لوزراء بارزين في نظام الحكم بروسيا، مثل وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ميخائيل للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، إذ قال ميخائيل إن يفغيني بريغوجين (الملقب بطباخ بوتين)، رجل الأعمال الذي أقرَّ أخيراً في سبتمبر/أيلول 2022، بأنه من أسس المجموعة، صار يُستمع إلى رأيه ومشورته لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بقدر ما يُستمع للمسؤولين الحكوميين الرسميين.
كذلك زعم ميخائيل، وهو في صفوف المعارضة الآن، أن بريغوجين هو من كان وراء تعيين الجنرال سيرغي سوروفكين لقيادة العملية العسكرية خلال الأسابيع الماضية، وهما يتعاونان تعاوناً وثيقاً في أوكرانيا.
أضاف ميخائيل أن شعبية مجموعة فاغنر في روسيا زادت في الأشهر الأخيرة، بعد أن تمكنت المجموعة من الزعم بأن حضورها في أوكرانيا كفَّ عن البلاد الاضطرار إلى إعلان تعبئة واسعة النطاق.
مع ذلك، فإن ميخائيل يرى أن مجموعة فاغنر، التي تضم قرابة 7 آلاف جندي فقط، ستتمكن من تجنب اللوم إذا فشلت العملية العسكرية في أوكرانيا، لأن القوات الروسية هناك يبلغ عددها ما بين 150 إلى 200 ألف جندي.