قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن المجتمع الدولي عليه معارضة استخدام الأسلحة النووية، أو التهديد باستخدامها، مؤكداً أن الجهود من أجل تسوية سلمية للصراع الأوكراني مطلوبة لتجنب الأزمة الإنسانية، بحسب صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة، 4 نوفمبر/تشرين الأول 2022.
جاء ذلك خلال محادثات يوم الجمعة بين الزعيم الصيني شي جين بينغ والمستشار الألماني أولاف شولتز في بكين، وفقاً لشولتز ووكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا.
إذ اتفق شي وشولتز على معارضة استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها، وفقاً لما ذكره شولتز وتقرير صادر عن وكالة أنباء شينخوا، والذي عادة ما يعكس مواقف بكين الرسمية.
وقال شي، وفقاً لوكالة أنباء شينخوا، إن المجتمع الدولي عليه "معارضة استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها، والدعوة إلى عدم إمكانية استخدام الأسلحة النووية وعدم خوض حروب نووية، ومنع حدوث أزمة نووية في أوراسيا".
الزعيم الصيني أوضح أن الجهود من أجل تسوية سلمية للصراع الأوكراني وتجنب أزمة إنسانية أكبر أمر مطلوب أيضاً، وفقاً لوكالة شينخوا
من جانبهم، قال الخبراء إن التعليق، وهو أول توبيخ من نوعه يُنسب إلى الزعيم الصيني منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط، يمثل تغييراً في لهجة بكين، بعد أن قالت الحكومة هناك، الأسبوع الماضي، إنها ستعمّق تعاونها مع روسيا على جميع المستويات.
وبينما ستُدوَّن تعليقات شي في موسكو، لا ينبغي قراءتها على أنها تعني أن الصين ستكون مستعدة أو قادرة على التأثير على أي قرار يتخذه الكرملين لتصعيد الحرب باستخدام أسلحة غير تقليدية، مثلما قال جود بلانشيت، مدير الدراسات الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وأضاف بلانشيت، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "الواقع القاسي هو أنه إذا وصل بوتين إلى النقطة التي يكون فيها على استعداد لاستخدام الأسلحة النووية، فإن نفوذ بكين عليه يقترب من الصفر".
وخلال الأسابيع الماضية، أطلق بوتين عدة تهديدات مستترة حول استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، أو ضد حلفاء كييف، إذا تورطوا بعمق في الصراع.
تُبَث التهديدات النووية المفتوحة ضد أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي بشكل شبه يومي من قِبل محطات البث الحكومية الروسية.
روسيا لديها ما يصل إلى ألفي سلاح نووي
وفي الأسبوع الماضي، بدا أن بوتين والدبلوماسيين الروس قد عكسوا المسار، حيث قال الرئيس الروسي إنه لا توجد حاجة لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.
فيما يعتقد الخبراء الغربيون أن القوات المسلحة الروسية لديها ما يصل إلى ألفي سلاح نووي تكتيكي مخزَّن في مواقع خاصة في جميع أنحاء البلاد، وبعضها يقع بالقرب من أوكرانيا.
هذه الأسلحة، التي تشمل قذائف مدفعية، لها مردود أقل بكثير من الرؤوس الحربية في الترسانات النووية الاستراتيجية الأمريكية والروسية، لكنها يمكن أن تلحق أضراراً أكبر بكثير من الذخائر التقليدية.
وقد تسبب هذا الخطاب في إثارة قلق القادة الغربيين من أن بوتين قد يسعى إلى عكس الأداء السيئ لقواته في ساحة المعركة، من خلال تفجير سلاح نووي في أوكرانيا.
وغرَّد شولتز على منصة تويتر بعد اجتماعه مع شي قائلاً: "نحن نتفق على أن التهديدات النووية خطيرة للغاية. استخدام مثل هذه الأسلحة سيتجاوز الخط الأحمر"، مضيفاً أنه طلب من شي أن يمارس نفوذه على روسيا.