بعد تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تحرير إيران والتي أثارت ضجة واسعة علقت عليها طهران، قال متحدث باسم البيت الأبيض الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الرئيس كان يعبر عن تضامنه مع المحتجين في إيران من خلال القول أمام حشد من أنصاره "سنحرر إيران".
وجاءت تصريحات جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، للصحفيين بعد يوم من إدلاء بايدن بتعليقه أمام تجمع حاشد في ولاية كاليفورنيا، تعهد فيه "بتحرير" إيران، وقال إن المحتجين الذين يعملون ضد حكومة البلاد سينجحون قريباً في تحرير أنفسهم، فيما أثارت تصريحاته ضجة واسعة ليرد عليها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن الثورة الإسلامية عام 1979 حررت إيران.
فيما كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بدوره على تويتر: "يا سيد بايدن، توقف عن تصرفاتك المنافقة"، وقال أمير عبد اللهيان في تغريدة على تويتر: "البيت الأبيض شجع بشكل متزايد العنف والإرهاب في أعمال الشغب الأخيرة في إيران، بينما يحاول في الوقت نفسه التوصل إلى اتفاق نووي".
ومنذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد 3 أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضباً شعبياً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
ولا تزال الاحتجاجات مستمرة في أغلب المدن الإيرانية، لم يتحدث المرشد الأعلى الإيراني عن هذه الاحتجاجات أو يشير إلى مقتل الشابة "مهسا أميني"، في خطابه الأخير الذي أعقب الاحتجاجات بنحو يومين، وهذا أمر نادر.
ففي جميع الاحتجاجات الإيرانية السابقة منذ التسعينيات وحتى عام 2019، خرج آية الله علي خامنئي، ليتحدث عن المتظاهرين ويرسل برسائله إلى المؤسسات الأمنية والحكومة للتعامل مع الاحتجاجات.
من المتوقع أن تنجح الحكومة الإيرانية فى إخماد شرارة الاحتجاجات الحالية، لكن ما لا يمكن إنكاره أنها تسببت في قلق لدى القادة الإيرانيين، إذ قال مصدر مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لـ"عربي بوست": "تقلُّص السنوات التي شهدت احتجاجات في إيران، من عشرة أعوام إلى سبعة إلى عامين، لا بد أن يثير القلق لدى القيادة الإيرانية، أعداء الجمهورية الإسلامية يبذلون الغالي والنفيس من أجل استغلال أي حدث صغير داخل البلاد، كثرة الاحتجاجات تزعزع استقرار العمل الحكومي، وتجنب هذا الأمر هو ما يشغل فكر القادة الإيرانيين الآن".