عمدت إسبانيا إلى إغلاق جزء من مجالها الجوي تحسباً لسقوط قطعة ضخمة من صاروخ صيني هائل الحجم على الأرض "دون سيطرة" خلال عودته من رحلة فضائية، ما أدى إلى تأجيل مئات الرحلات، وفق ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كانت بكين قد استخدمت صاروخ لونغ مارش 5B أو (CZ-5B) في إيصال الوحدة الثالثة من محطة "تيانغونغ" الفضائية الصينية، لكن بعد أربعة أيام من انطلاقه من جنوب الصين انفصلت عنه قطعة ضخمة أثناء عودته إلى الغلاف الجوي للأرض، فوق الجزء الجنوبي الأوسط من المحيط الهادئ في الساعة 10.01 بالتوقيت العالمي، وفقاً للهيئات الفضائية الأمريكية والأوروبية.
بدورها، قالت مراكز عمليات المراقبة والتتبع الفضائي التابعة للاتحاد الأوروبي (EUSST)، التي تراقب عودة حطام الصاروخ إلى الأرض، إن طول هذه القطعة، وهي قلب الصاروخ، 30 متراً، وتزن ما بين 17 و23 طناً، ما يجعلها "واحدة من أكبر قطع الحطام العائدة للأرض في الماضي القريب".
منطقة حظر جوي بطول 100 كيلومتر
دفع هذا السقوط هيئة الملاحة الجوية الإسبانية، Enaire، إلى فرض قيود على المجال الجوي فوق الأجزاء الشمالية الشرقية من البلاد، التي تشمل كاتالونيا وجزر البليار.
وقالت في بيان: "نظراً للسقوط العشوائي لبقايا الجسم الفضائي الصيني CZ-5B في مدار هبوطي يعبر أراضينا، أنشأت Enaire، وفقاً لتوصيات هيئة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي واللجنة الوزارية المشتركة بقيادة وزارة الأمن القومي؛ منطقةَ حظرٍ للمجال الجوي بطول 100 كيلومتر على جانبي مدار الجسم الفضائي".
وقالت في بيان لاحق إن إغلاق المجال الجوي، الذي استمر من الساعة 9.37 صباحاً، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 10.17 صباحاً، تسبب في تأخير الرحلات نصف ساعة. بينما قالت شركة Aena الإسبانية لتشغيل المطارات، إن 300 رحلة من أصل 5484 رحلة مقررة في 46 مطاراً تأثرت بهذا الحظر.
صواريخ الصين لا تنتهي
كانت هذه هي الرحلة الرابعة لصاروخ لونغ مارش 5B، منذ إطلاقه في مايو/أيار عام 2020. وبعد رحلته الأولى سقطت شظايا الصاروخ على ساحل العاج، وألحقت أضراراً بالعديد من المباني في الدولة الغرب إفريقية، وإن لم تقع إصابات.
أما حطام الرحلة الثانية فسقط في المحيط الهندي دون أضرار، فيما سقط حطام الرحلة الثالثة في بحر سولو في الفلبين.
وفي إفادة دورية الجمعة، قال تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن عودة الصاروخ إلى الغلاف الجوي ممارسة دولية شائعة.
وقال تشاو: "من المعروف أن هذا النوع من الصواريخ… يعتمد على تقنية خاصة تُدمِّر الجزء الأكبر من المكونات عن طريق الاقتلاع أثناء عودته إلى الغلاف الجوي، واحتمال أن يتسبب ذلك في الإضرار بنشاط الطيران والأرض منخفض جداً".