كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين عرض عليه خلال اتصال هاتفي، إرسال الحبوب الروسية "مجاناً" إلى الدول الفقيرة "مثل جيبوتي والصومال والسودان"، حيث تصل هذه الشحنات عبر سفن تشق البحر الأسود بموجب اتفاق التصدير الأممي الذي رعته تركيا.
أردوغان الذي كان يتحدث أمام رجال أعمال في إسطنبول، قال إن بوتين عرض إرسال الحبوب مجاناً إلى دول محتاجة "وتوافقنا في الرأي"، مشيراً إلى أن أنقرة "ستعمل على ضمان وصول سفن الحبوب إلى جميع البلدان المحتاجة التي تعاني أزمة غذائية ومجاعة خطيرة".
من جانب آخر، لفت الرئيس التركي إلى "عدم استخلاص المجتمع الدولي الدروس اللازمة من المآسي التي برزت خلال فترة جائحة كورونا". وأشار إلى أن "لا مبالاة الدول والمؤسسات الغربية، التي طالما تعطي الدروس في الحريات وحقوق الإنسان لبقية العالم، إزاء تلك المآسي أمر يبعث على الخجل".
تعليق ثم استئناف اتفاق التصدير
كان بوتين قال في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه "حتى لو انسحبت روسيا من الاتفاق مرة أخرى، فإنها ستعوض الكمية الكاملة من الحبوب المخصصة للدول الأكثر فقراً من مخزونها وبالمجان"، وفق تعبيره.
لكن روسيا كانت قد علقت مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك على خلفية هجمات شهدتها مدينة سيفاستوبول جنوبي شبه جزيرة القرم التي تحتلها من أوكرانيا منذ 2014.
القرار الروسي أثار مخاوف دولية بشأن تفاقم أزمة الجوع التي تفاقمت مع الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ فبراير/شباط الماضي، لكن استئناف الصادرات الغذائية من الموانئ الأوكرانية يشير إلى تفادي أحد السيناريوهات المثيرة للقلق عالمياً على الأقل في الوقت الراهن.
والأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن أردوغان إعادة فتح ممر شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مثلما كان في السابق، لافتاً إلى أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي بوتين.
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.