قال مسؤولون في المخابرات الأمريكية إن طهران تقدمت للحصول على مساعدة من روسيا لتعزيز برنامجها النووي، في خطوة تعزز جهود طهران الرامية لإنتاج سلاح نووي، خصوصاً بعد توقف محادثات إحياء الاتفاق مع الغرب.
ونقلت شبكة "CNN" الأمريكية، الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن مصادر مطلعة، قولها إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران طلبت مساعدة روسيا للحصول على مواد نووية إضافية وتصنيع وقود نووي.
أضافت الشبكة أنه "ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا قد وافقت على تقديم المساعدة أم لا، على الرغم من أن موسكو كانت قد عارضت منذ فترة طويلة حصول إيران على سلاح نووي".
حيث قال مسؤولون أمريكيون للشبكة إن الاقتراح الإيراني جاء في ظل شراكة موسعة بين إيران وروسيا، تضمنت في الأشهر الأخيرة إرسال طهران طائرات من دون طيار ومعدات أخرى إلى روسيا، لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
ترقب في البيت الأبيض
بحسب الشبكة، فإن البيت الأبيض يراقب بقلق أي مجالات جديدة للتعاون بين إيران وروسيا، مشيرة إلى أن أي مساعدة روسية "سرية" لإيران يمكن أن تعزز جهود طهران الرامية لإنتاج سلاح نووي، وتشكل أيضاً تحولاً كبيراً في السياسة الروسية.
حيث قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون إن الولايات المتحدة ستكون "حازمة في مواجهة أي تعاون يتعارض مع أهدافنا المتعلقة بعدم الانتشار النووي".
وهناك جمود حالياً في المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن إحياء الاتفاق، وقال مسؤولون إن نقطة شائكة مهمة تعرقل تلك المساعي، وهي مطلب إيراني بإنهاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاً في آثار يورانيوم عثر عليها في مواقع غير معلنة.
وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران، التي ردت بالتراجع تدريجياً عن معظم التزاماتها.
وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات لإحيائه في أبريل/نيسان 2021. وتعثر التفاوض في سبتمبر/أيلول 2022، مع تأكيد الأطراف الغربيين أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان "غير بنّاء".
خلال الأسابيع الماضية، تراجع التركيز على الملف النووي في العلن، بينما تشهد إيران منذ 16 سبتمبر/أيلول 2022، احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وقد أدان وزراء خارجية مجموعة السبع في البيان أنشطة إيران "المستمرة التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط"، مؤكدين أنهم "يكررون العزم على عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي".
في السياق، قال البيان إنه "على الرغم من المفاوضات المكثفة التي استغرقت عدة أشهر حول العودة إلى الاتفاق النووي، لم تتخذ إيران القرارات اللازمة"، داعياً طهران إلى "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي".
يشار إلى أن الخارجية الأمريكية أعلنت في 12 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أنها لم تعد تهتم بالاتفاق النووي مع إيران، وأنه لم يعد "محور تركيزها الحالي"، مشيرة، على لسان المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس، إلى أنها بدلاً من ذلك تهتم "بدعم المحتجين في إيران".