كشف كبير المفاوضين في لبنان، الأربعاء، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنَّ بيروت حصلت على "ضمانات أمريكية" بأنَّ اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لا يمكن إلغاؤه بسهولة إذا عاد بنيامين نتنياهو إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
والشهر الماضي أبرم لبنان وإسرائيل اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية بوساطة أمريكية، ما يفتح حقول غاز بحرية تبشر بأرباح عالية، ويُنظَر إلى الاتفاقية على أنها انفراجة دبلوماسية نادرة بين جارتين لا تزالان في حالة حرب من الناحية الفعلية.
إلياس بو صعب، كبير المفاوضين اللبنانيين في ملف ترسيم الحدود ونائب رئيس مجلس النواب، قال: "حصلنا على ضمانات أمريكية كافية بعدم إمكانية إلغاء هذه الصفقة بسهولة".
وصرّح بو صعب لوكالة Agence France-Presse بأنه إذا كان نتنياهو يريد الانسحاب من الاتفاق، فإنه "سينسحب من الاتفاق مع الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنَّ إسرائيل ولبنان وقّعا صفقات منفصلة مع الولايات المتحدة.
وأضاف أنَّ واشنطن حذّرت من أنَّ "انسحاب أي طرف ستكون له عواقب وخيمة على البلدين" وتابع بو صعب: "عندما يقول نتنياهو إنه يريد الانسحاب، فهذا يعني أنه سيواجه المجتمع الدولي".
وتوصل الطرفان إلى الاتفاق في وقت يتجدد فيه الاهتمام بالطاقة في منطقة شرق البحر المتوسط، مع تدافع الدول الأوروبية لتأمين موردي غاز بديلين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لكن مصير الاتفاقية صار موضع شك مع احتمالية عودة نتنياهو إلى السلطة. ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الاتفاق ووصفه بأنه "حيلة غير شرعية"، وتعهّد، في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين، 31 أكتوبر/تشرين الأول، بـ"تحييده".
فيما توصل الطرفان إلى الاتفاق بدعم من حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، وقال محللون إنَّ الأزمات الاقتصادية في البلد المتوسطي كانت بمثابة قوة دافعة للجمع بين الفصائل السياسية المتباينة في لبنان والتفاوض مع إسرائيل.
وكان السياسيون اللبنانيون يأملون أن يساعد استغلال احتياطيات الطاقة في البلاد في التخفيف مما يقول البنك الدولي إنها واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ. ومع ذلك، حذّر محللو الطاقة من أنَّ لبنان لا يزال على بُعد سنوات من القدرة على تسييل احتياطياته من الغاز.
في غضون ذلك، زادت إسرائيل من صادرات الغاز، وهي مستعدة للبدء في ضخ مزيد من الغاز من حقل غاز كاريش، الذي يقع في منطقة النزاع مع لبنان.
ولم يُعلّق نتنياهو على الاتفاقية، التي وصفها بأنها "اتفاق استسلام"، منذ الانتخابات الإسرائيلية يوم الثلاثاء، 1 نوفمبر/تشرين الثاني.
فيما أظهرت النتائج الأولية لاستطلاع الرأي أنَّ نتنياهو وحلفاءه من اليمين المتطرف تقدموا بفارق ضئيل بعد فرز 90% من الأصوات يوم الأربعاء، 2 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاتفاق "التاريخي"، الذي يأتي في الوقت الذي تطالب فيه القوى الغربية بفتح خطوط إنتاج جديدة للطاقة وتقليل الهشاشة أمام خفض الإمدادات من روسيا.