شنّت منظمة أمريكية مؤيدة للاحتلال حملةً ضد قرار حكومة أنتوني ألبانيز، رئيس الوزراء الأسترالي، إلغاء اعتراف أستراليا بالقدس الغربية عاصمةً لدولة الاحتلال، بينما تخطط الجماعة لتوسيع نطاق عملياتها داخل أستراليا، حسبما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
إذ اشترت منظمة StandWithUs الأمريكية مساحةً إعلانية بطول نصف صفحة في صحيفة The Weekend Australian الأسترالية، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكتبت فيها: "كانت القدس عاصمةً للشعب اليهودي قبل أن يكون لروما وجود، وقبل أن تُوجد مدينة تشيتشن إيتزا التي بنتها حضارة المايا، وعندما كانت أراضي أستراليا لا يقطنها سوى السكان الأصليين".
ووجّه الإعلان القراء إلى استمارة ويب تُتيح لهم أن يبعثوا برسالةٍ إلى رئيس الوزراء ووزيرة خارجيته بيني وونغ، ليطالبوهما بإعادة النظر في "قرارهما غير المبرر وهزيل التنفيذ بإلغاء اعتراف الحكومة الأسترالية بالقدس الغربية عاصمةً لإسرائيل".
"استراتيجية تثقيفية"
جاء في خطاب الاستمارة: "نرجو إعادة التزام الحكومة بالحقيقة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". لكن المنطمة لم تكشف عن عدد من استخدموا الاستمارة لإرسال الخطابات حتى الآن.
في حين قالت المنظمة إنها نشرت الإعلان "كاستراتيجية تثقيفية لتذكير الناس بعمق الارتباط بين اليهود والقدس وإسرائيل بالطبع"، على حد تعبيرها.
في السياق، قالت روز روثشتاين، الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية للمنظمة، إن StandWithUs تُدير بعض البرامج في أستراليا منذ أكثر من عقدٍ كامل. لكن منظمتها "تخطط الآن لافتتاح مكتبٍ في أستراليا رسمياً، بعد افتتاح مكاتبنا الجديدة في جنوب إفريقيا وهولندا مؤخراً".
وتقول المنظمة التي تأسست عام 2001، إن أهدافها تتمحور حول "الدفاع عن إسرائيل" ومكافحة عداء السامية.
تريد اعترافاً كاملاً بالقدس
وبسؤالها عما إذا كانت الحملة الجديدة تسعى لإعادة اعتراف أستراليا بالقدس الغربية أم تريد اعترافاً بكامل القدس عاصمةً لدولة الاحتلال، قالت روز: "نرى أن الاعتراف بالجزء الغربي من المدينة فقط عاصمة لن يكون منطقياً. ويُعتبر هذا الأمر مهماً، لأن حائط البراق والأماكن المقدس اليهودية تقع في القدس الشرقية، وستظل تحت السيادة الإسرائيلية بموجب أي اتفاق سلامٍ واقعي وعادل"، حسب قولها.
وأضافت: "يجب ترك مسألة التفاوض على اتفاق للإسرائيليين والفلسطينيين، بينما يجب أن تعترف الحكومة الأسترالية بالواقع الأساسي الذي يتمثل في أن القدس أصبحت وستظل عاصمةً لإسرائيل".
من جانب آخر، تعرضت الحملة لانتقادات من منظمة New Israel Fund Australia، التي قال مديرها التنفيذي ليام غيترو: "تحاول منظمة StandWithUs التلاعب بالحكومة الأسترالية حتى تظن أن السبيل الوحيد لتأييد إسرائيل يكمن في اتباع أسلوب ترامب".
وتحدث غيترو عن وجود "سببٍ يفسر عدم اعتراف أي دولة بضم إسرائيل للقدس (المتحدة) عام 1967، وسير ثلاث دولٍ فقط على نهج ترامب بنقل السفارة إلى القدس عام 2017… وهو أنها خطوة سياسةٍ خارجية سيئة ببساطة".
حكومة ألبانيز تلغي قرار الاعتراف
يأتي هذا الجدل في أعقاب قرار حكومة ألبانيز منذ نحو أسبوعين، إلغاء قرار رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون، الذي اعترف بالقدس الغربية عاصمةً لدولة الاحتلال عام 2018.
وأثار قرار الحكومة الأسترالية التوترات بينها وبين حكومة الاحتلال، التي استدعت السفير الأسترالي بول غريفيث؛ للاحتجاج على هذه الخطوة "الطائشة".
من ناحيته قال مساعد وزيرة الخارجية، تيم واتس، في خطابٍ ألقاه أمام منظمة Zionist Federation of Australia، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول، إن التزام أستراليا تجاه دولة الاحتلال "لم يتزعزع مطلقاً".
وتوجّه رئيس المنظمة، جيريمي ليبلر، بالشكر إلى واتس، "لأنه اقتطع من وقته حتى يستمع بصدقٍ إلى مخاوفنا"، لكنه أكّد أن الجالية اليهودية في أستراليا "تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء تغيير السياسات من جانب حكومة ألبانيز".
بينما سافرت نائبة رئيس الحزب الليبرالي الأسترالي، سوزان لي، مع النائب الأسترالي جوليان ليسير إلى دولة الاحتلال في نهاية الأسبوع الماضي، من أجل "إعادة تأكيد التزام التحالف باعتبار القدس الغربية عاصمةً للبلاد"، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأسترالية.
وقالت الصحيفة إن الرحلة تصادفت مع الانتخابات الإسرائيلية، وكانت من تنظيم مجلس الشؤون الأسترالية الإسرائيلية اليهودية.
من جانبها، رحبت شبكة الدفاع الفلسطينية الأسترالية بقرار حكومة ألبانيز، مجادلةً بأن موقف موريسون عام 2018 كان مجرد "حيلة سياسية معيبة ولم يكن يجب اتخاذه من الأساس".