قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن موسكو فشلت بدرجةٍ كبيرة في العثور على أسواق جديدة لبيع النفط، وذلك قبيل تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على صادراتها عبر البحر في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2022.
بحسب الوكالة، فلم تعثر روسيا على مشترين فعليين باستثناء الدول الثلاث التي تدخلت في البداية، وهي الصين والهند وتركيا.
ارتفاع "غير كاف"
وارتفعت شحنات الخام المنقول بحراً من روسيا خلال الأيام السبعة التي سبقت الـ28 من أكتوبر/تشرين الأول، لكن متوسط الشهر كان سلبياً إجمالاً.
حيث جرى شحن نحو 740 ألف برميل يومياً من الإجمالي إلى دول أوروبية، وهي السوق التي ستختفي بنسبةٍ كبيرة بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني. حيث ستفقد روسيا مجموعة من المنافذ التي تشتري 650 ألف برميل يومياً عبر خط أنابيب دروغبا المتجه إلى بولندا وألمانيا؛ مما يعني أن موسكو تحتاج للعثور على أسواق جديدة لنحو 1.4 مليون برميل من الخام يومياً. ولن تكون هذه المهمة سهلة.
لا شك أن بيع هذه الكميات الإضافية للمشترين الحاليين سيتطلب منهم زيادة مشترياتهم من البراميل الروسية بمقدار الثلثين، وتقليص وارداتهم من الدول الأخرى، بافتراض توافر ما يكفي من السفن لنقل الخام إلى المسافات الأبعد.
كما أصبحت المبيعات لدولة مثل سريلانكا عالقةً وسط الأوجاع الاقتصادية التي تضرب الجزيرة. إذ لا تزال إحدى ناقلات خام إسبو راسيةً قبالة ساحل العاصمة كولمبو منذ 20 سبتمبر/أيلول. بينما جرى تغيير مسار ناقلةٍ أخرى في طريقها إلى هناك واتجهت صوب الصين.
انخفاض بعد ارتفاع
بلغ تدفق الخام الروسي على الصين والهند وتركيا ذروته في يونيو/حزيران 2022، بتسجيل 2.2 مليون برميل يومياً. لكن الرقم انخفض بمقدار 380 ألف برميل يومياً خلال الأسابيع الأربعة التي سبقت الـ28 من أكتوبر/تشرين الأول. وبذلك يظل حجم الخام الذي لا يعرف وجهته النهائية على ظهور الناقلات كبيراً، ويقدر بما يعادل 370 ألف برميل يومياً.
يُمكن القول إن هذا الأمر يزيد من تعقيد مراقبة الصادرات الروسية، لكن غالبية تلك السفن ينتهي بها المطاف في الهند، مع وصول عددٍ أصغر منها إلى الصين. ولن يؤثر دخول هذه السفن في التداول على إجمالي الخام الروسي المتجه إلى تركيا، والصين، والهند.
ولجأت المؤسسات التجارية والمصافي النفطية إلى تعبئة خزاناتها في روتردام قبل أن تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ. وكان الميناء الواقع في بحر الشمال هو الوجهة الوحيدة للخام الروسي في شمالي أوروبا طوال شهر أكتوبر/تشرين الأول.
يُمكن القول إن الوقت المتبقي لتسليم الخام من الموانئ البعيدة إلى الصين والهند قد أوشك على النفاد، وذلك قبل دخول عقوبات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.