قال موقع Axios الأمريكي، مساء الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قولهم إنه من غير المرجح أن تتعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع عضو الكنيست الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، بعد تحقيقه مكاسب في الانتخابات.
الموقع أشار إلى أنه من المتوقع أن يتولى بن غفير منصباً وزارياً رفيعاً في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، إذ برز تحالف بن غفير كأحد متصدري الانتخابات الإسرائيلية، وتبوأ الموقع الثالث في الكنيست (البرلمان) من حيث القوة، بعد "الليكود" اليميني برئاسة بنيامين نتنياهو و"هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد.
المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون قالوا للموقع الأمريكي، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، لمحا إلى احتمال عدم العمل مع بن غفير وغيره من المتطرفين اليمينيين، وذلك خلال اجتماعهما مع الرئيس الإسرائيلي في واشنطن، الأسبوع الماضي.
بحسب مصادر الموقع الأمريكي، فإن واشنطن أشارت إلى أنها ستعمل مع أي حكومة منتخبة في إسرائيل، لكنها لفتت إلى أنه قد تكون هنالك مشكلة في التعامل مع سياسيين محددين، لكنها لم تحددهم.
أضاف المسؤولون أن "إدارة بايدن قلقة بشكل أساسي بشأن بن غفير والخطاب العنصري" لحزبه، ومواقفه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والقدس.
إلا أنه "لا يوجد قرار سياسي رسمي بشأن بن غفير بعد، لكن تفكير الإدارة، في الأسابيع الأخيرة ذهب باتجاه عدم العمل معه"، وفقاً لما أورده موقع Axios.
يأتي هذا، بينما أظهر فرز 97% من أصوات المقترعين في الانتخابات الإسرائيلية، فوز معسكر رئيس الوزراء السابق نتنياهو بـ65 من مقاعد الكنيست الـ120، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
شكّل فوز تحالف "الصهيونية الدينية" مفاجأة سارة لأنصار بن غفير، وهو مؤلف من حزبين يمينيين متشددين هما: "القوة اليهودية" برئاسة بن غفير، و"الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش.
سبق أن أعلن بن غفير أنه يطمح إلى حقيبة الأمن الداخلي المسؤولة عن الشرطة، فيما أعلن بتسلئيل أنه يطمح إلى حقيبة الدفاع في حكومة يشكلها نتنياهو، ما تسبب بقلق واسع في إسرائيل بسبب مواقفهما المتشددة.
نتنياهو الذي بات من الواضح أنه سيشكل الحكومة القادمة، لم يحسم في المقابلات الصحفية التي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين، الموقف بشأن مطلب بن غفير أو سموتريتش.
لكن نتنياهو بحاجة إلى هذا التحالف الذي تُظهر نتائج فرز الأصوات أنه سيحصل على 14 مقعداً.
هذا يؤمّن لنتنياهو تحالفاً من 65 مقعداً لتشكيل حكومة، في الوقت الذي يلزمه بموجب القانون 61 صوتاً فأكثر من إجمالي مقاعد الكنيست البالغة 120.
كان نتنياهو قد فشل بالسنوات الأخيرة في الحصول على ثقة هذا العدد من الأصوات، ما منعه العام الماضي من تشكيل حكومة وأخرجه من السلطة إلى المعارضة.
كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان "الصهيونية الدينية" سيبقي على تحالفه مع "القوة اليهودية" بعد أن احتفلا، فجر الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بالانتصار في الانتخابات بصورة منفصلة.
ينظر إلى بن غفير على أنه ظاهرة صعود اليمين المتشدد في إسرائيل، حيث هتف أنصاره في حفل الانتصار فجر الأربعاء بشعار "الموت للعرب"، وبرز اسمه في العديد من الأحداث بالسنوات الأخيرة، وخاصة عندما أقام خيمة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية.
بن غفير مولود في القدس الغربية عام 1976 لأم وأب مهاجرين من يهود العراق، ومعروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وهو من سكان مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
برز اسمه في كل الأحزاب اليهودية المتطرفة بدءا من "موليدت" الذي دعا إلى تهجير المواطنين العرب من إسرائيل، مرورا بـ"كاخ" المصنف "إرهابيا" وفق القانون الإسرائيلي، وصولا إلى "الصهيونية الدينية" الذي أدخله الكنيست في أبريل/نيسان 2021 بعد محاولات فاشلة.
عندما بلغ سن 18 عاما تم إعفاؤه من الخدمة الإلزامية بالجيش الإسرائيلي؛ بسبب مواقفه اليمينية المتشددة.
المخاوف من انضمام بن غفير إلى الحكومة وصلت إلى الكونغرس الأمريكي، وكتب العضو براد شيرمان، في تغريدة يوم 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2022: "أحث القادة السياسيين الإسرائيليين من جميع جوانب الطيف السياسي على نبذ المتطرفين مثل إيتمار بن غفير".
يُذكر أنه في 2007، أُدين بن غفير بالتحريض على العنصرية؛ بسبب حمله لافتة في مظاهرة مكتوب عليها: "اطردوا العدو العربي".