يتوجه الإسرائيليون الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 للإدلاء بأصواتهم في خامس انتخابات خلال أقل من أربع سنوات، يسعى فيها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للعودة إلى السلطة، وذلك بعد انهيار ما يسمى بائتلاف "التغيير" الذي جمع ثمانية أحزاب متباينة نجحت في الإطاحة بنتنياهو من رئاسة الوزراء، لكنها فشلت في النهاية في تحقيق الاستقرار السياسي، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتأتي الانتخابات مع تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية وسط مخاوف في تل أبيب من اندلاع انتفاضة ثالثة، إذ قررت إسرائيل المتخوفة من عمليات فلسطينية نشر أكثر من 18 ألف شرطي في أنحاء البلاد.
ونقلت القناة "12" التلفزيونية الإسرائيلية عن مسؤول كبير في شرطة الاحتلال (لم تسمه) أن "دافِع المنظمات الفلسطينية المسلحة والأشخاص المنفردين لتنفيذ هجمات يوم الانتخابات مرتفع للغاية"، وأضاف أن "المؤسسة الأمنية قررت نشر أكثر من 18000 عنصر شرطة ومقاتل من شرطة حرس الحدود في جميع أنحاء البلاد".
وأوضح أن "بعض عناصر الشرطة ستؤمن مراكز الاقتراع وتحاول منع الاضطرابات ومحاولات تزوير الأصوات، لكن المهمة الرئيسية هي منع الإرهاب وإحباطه"، على حد قوله.
وبحسب القناة، يأتي تأهب المؤسسة الأمنية بعد قرار السلطات، الأحد، فرض إغلاق عام على الضفة الغربية المحتلة وإغلاق المعابر مع قطاع غزة يوم الانتخابات.
استطلاعات الرأي لصالح نتنياهو
رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لابيد يسعى إلى التمسك بالسلطة، فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبه الوسطي "يش عتيد" (يوجد مستقبل) سيتخلف عن حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو في الاقتراع الذي ستليه كالعادة مسارات معقدة للتوصل إلى تشكيل ائتلاف حكومي حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وسعى المرشحون عشية هذه الانتخابات لتحفيز الناخبين قبل الاقتراع، في حين يتطلع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للعودة إلى السلطة وقبل الإطاحة به في حزيران/يونيو 2021 على يد ائتلاف منقسم أيديولوجياً، شغل نتنياهو (73 عاماً) رئاسة الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل.
واستمر التحالف الذي يقوده حالياً يائير لابيد لعام واحد فقط قبل أن تتم الدعوة إلى انتخابات الثلاثاء التي ستشهد محاولة نتنياهو وحلفائه الحصول على أغلبية 61 مقعداً لتشكيل الحكومة، وهي نتيجة استعصت عليهم في أربعة انتخابات سابقة.
ولطالما اعتمد نتنياهو وحزبه الليكود على حلفائه من اليهود المتشددين لتشكيل الحكومة.
ومن المتوقع أن يتوجه نتنياهو أيضاً للحصول على دعم اليمين المتشدد بزعامة إيتمار بن غفير المعروف بخطابه المعادي للعرب ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها إلى إسرائيل.
فيما منحت ثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها قناتا 12 و13 الإسرائيليتان وشبكة "كان"، كتلة نتنياهو 60 مقعداً مع 56 مقعداً للأحزاب المناهضة له، فيما منحت الأحزاب العربية التي من غير المتوقع أن تدعم أية حكومة إسرائيلية أربعة مقاعد فقط، وفي حال خابت توقعات استطلاعات الرأي ولم يتمكن أي من المعسكرين من الحصول على 61 مقعداً، فهذا يعني توجه الدولة العبرية إلى انتخابات سادسة بعد عدة أشهر.
"تحالف خطير"
يسعى نتنياهو بشكل دؤوب خلف رئاسة الوزراء والتي يسود الاعتقاد بأنه مؤهل كفاية لتوليها.
خلال حملته الانتخابية، تجول نتنياهو في حافلة محصنة ضد الرصاص تسببت بموجة استهزاء؛ إذ أطلق الإسرائيليون عليها "حافلة بيبي" وقارنوها بالعربة التي يتنقل بها بابا الفاتيكان.
وسعى نتنياهو إلى إيصال رسالة مفادها أن التحالف الذي أطاح به العام الماضي والذي ضم حزباً عربياً لأول مرة في تاريخ إسرائيل كان "خطيراً" على الدولة العبرية، وزينت الملصقات التي تحمل الحافلات في جميع أرجاء القدس بملصقات لحزب الليكود تحمل صور المتنافسين الأربعة الرئيسيين مع شعار "مرة واحدة تكفي".
فيما تظهر تلك الملصقات لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس وزعيم القائمة الموحدة منصور عباس بالإضافة إلى عضو الكنيست والنائب العربي عن حزب الجبهة أحمد الطيبي.
الأحد، وجه الطيبي نداء باللغة العبرية للإسرائيليين اليساريين وحثهم على المساعدة في منع نتنياهو من العودة إلى السلطة.
وقال الطيبي: "بدوننا سيشكل اليمين حكومة أغلبية… نحن بحاجة لكم لمنعهم" من ذلك.
وفي تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي الإثنين، نوّه نتنياهو بأن "مستقبل إسرائيل على المحك".
وتساءل: "أي نوع من الحكومات سيكون لدينا، حكومة لابيد والإخوان المسلمين" في إشارة إلى القائمة الموحدة بزعامة عضو الكنيست العربي منصور عباس.
وشدد نتنياهو "علينا كسر التعادل والفوز".