ناشدت أسر سجناء محكوم عليهم بالإعدام في البحرين البابا فرنسيس، الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن يعلن انتقاده لعقوبة الإعدام ويدافع عن السجناء السياسيين خلال زيارته المرتقبة للمملكة.
جاء التماس الأسر في رسالة مفتوحة أصدرها معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ومقره لندن. وناشدت الرسالة البابا أن يتحدث عما تصفه الجماعة بانتهاكات لحقوق الإنسان مثل سجن المعارضين من مؤيدي الديمقراطية، خلال زيارته من الثالث إلى السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
سجن آلاف المحتجين والنشطاء في البحرين
في حين سجنت البحرين آلاف المحتجين والصحفيين والنشطاء، بعضهم في محاكمات جماعية، منذ الانتفاضة المناهضة للحكومة عام 2011. وتقول البحرين إنها تحاكم مرتكبي الجرائم وفقاً للقانون الدولي، وترفض انتقادات الأمم المتحدة وغيرها بشأن إجراء المحاكمات وظروف الاحتجاز.
جاء في الرسالة التي كتبها أهل 12 شخصاً محكوماً عليهم بالإعدام: "ما زال أفراد من ذوينا خلف القضبان وقد ينفَّذ فيهم حكم الإعدام على الرغم من الظلم الواضح في إدانتهم. كثيرون منهم استهدفوا لأنهم شاركوا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية خلال الربيع العربي. يحدونا أمل أن تكرروا أثناء زيارتكم للبحرين دعوتكم إلى إلغاء عقوبة الإعدام وتخفيف الأحكام الصادرة عن أفراد عائلتنا". وعاودت البحرين العمل بعقوبة الإعدام عام 2017 بعد تعليقها.
أما في عام 2018، فغيرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تعاليمها رسمياً لتعلن أن عقوبة الإعدام غير مقبولة أخلاقياً، ووجَّه البابا مناشدات لحظرها في جميع أنحاء العالم.
دعوات للإفراج عن السجناء في البحرين
كما أصدر معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، وهو مؤسسة غير هادفة للربح، رسالة مفتوحة إلى البابا من علي الحاج، الذي يصف نفسه بأنه "سجين رأي" ويوشك على إكمال عقوبة بالسجن 10 سنوات، ارتبطت بمشاركته في احتجاجات مؤيدة للديمقراطية.
جاء في رسالة الحاج: "باسم الإنسانية، أدعوكم إلى حث ملك البحرين على الالتزام بالسلام والإفراج عني وعن جميع المعتقلين السياسيين البحرينيين". ولم يرد المكتب الإعلامي الحكومي البحريني بعد على طلب من رويترز للتعليق على الخطابات.
كانت البحرين، حليفة الولايات المتحدة، الدولة الخليجية الوحيدة التي شهدت انتفاضات "الربيع العربي". واستخدم النظام الملكي السني القوة لقمع الاحتجاجات التي غلبت الطائفة الشيعية على قيادتها، وشن حملة قمعية على الاضطرابات المتفرقة والمعارضة في وقت لاحق.
كذلك وفي إفادة صحفية قبل أيام، سئل المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، عن احتمال أن يتطرق البابا إلى مسألة حقوق الإنسان في أثناء وجوده بالبحرين، فقال: "لا أتوقع أي شيء بشأن ما سيقوله البابا في الأيام القليلة المقبلة. موقف الكرسي الرسولي والبابا فيما يتعلق بالحرية الدينية والحريات واضح ومعروف".
إنكار بحريني لاتهامات بالتمييز ضد الشيعة
من جانبها تنكر السلطات البحرينية اتهامات المعارضة بالتمييز ضد الشيعة على مدى عقود.
في حين يزور البابا البحرين لحضور ختام "ملتقى البحرين: حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، وللاجتماع مع أعضاء من الجالية الكاثوليكية الصغيرة هناك.
كذلك سوف يجتمع البابا بالملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسيقيم بالمجمع الملكي؛ لعدم وجود سفارة للفاتيكان في البحرين.
يذكر أنه في عام 2019، زار البابا دولة الإمارات، ليصبح أول بابا للفاتيكان يزور شبه الجزيرة العربية ويقيم قداساً هناك.
جدير بالذكر أن نحو 70% من سكان البحرين مسلمون، وتسمح البحرين، عكس السعودية، للجالية المسيحية الصغيرة المؤلفة في أغلبها من العمال الأجانب، بممارسة شعائرهم في الكنيستين هناك.