غادرت 12 سفينة محملة بالحبوب موانئ أوكرانية، الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على الرغم من تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق شحن هذا النوع من الصادرات نحو دول العالم، مما يشير إلى أن موسكو لم تصل حتى الآن إلى حد فرض حصار ربما يهدد بتفاقم أزمة الجوع في العالم، وفق رويترز.
لكن روسيا حذرت في أول تعليق لها، من أن استمرار أوكرانيا في تصدير الحبوب عبر البحر الأسود سيكون "مخاطرة" بعد انسحاب موسكو من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لتسهيل الشحنات.
أكثر مجازفة وخطورة
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: "في ظروف تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الشحن في هذه المناطق فإن تطبيق مثل هذا الاتفاق يصبح ممكناً بالكاد، ويأخذ منحى آخر ليكون أكثر مجازفة وخطورة وغير مضمون".
كانت موسكو قد علقت مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وذلك على خلفية هجمات شهدتها مدينة سيفاستوبول جنوبي شبه جزيرة القرم التي تحتلها من أوكرانيا منذ 2014.
القرار الروسي أثار مخاوف دولية بشأن تفاقم أزمة الجوع التي تفاقمت مع الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ فبراير/شباط الماضي، لكن استئناف الصادرات الغذائية من الموانئ الأوكرانية يشير إلى تفادي أحد السيناريوهات المثيرة للقلق عالمياً على الأقل في الوقت الراهن.
اتفاق ثلاثي رغم انسحاب روسيا
يشار إلى أن الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا اتفقت، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول، على خطة حركة بدأت اليوم الإثنين، على 16 سفينة موجودة في المياه التركية.
في حين قال مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، حيث يعمل موظفون من كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، إن الوفود الثلاثة اتفقت أيضاً على إجراء عمليات تفتيش لأربعين سفينة مغادرة.
بدوره، قال بيسكوف إن اتصالات روسيا بتركيا والأمم المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق في يوليو/تموز؛ "مستمرة". لكنه امتنع عن التعليق عندما سئل عن المطلوب من وجهة نظر روسيا لاستئناف الاتفاق. كما أنه لم يذكر السبب في أن استمرار الشحنات سينطوي على مخاطرة في غياب المشاركة الروسية.
تركيا تسعى "رغم تردد روسيا"
في السياق ذاته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، أن تركيا التي رعت اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا، حيث جرى التوقيع عليها من إسطنبول في 22 يوليو/تموز الماضي "ستواصل جهودها في خدمة الإنسانية رغم تردد موسكو".
أردوغان أشار إلى أن "تردد" موسكو في الالتزام باتفاق الحبوب إلى عدم توفير التسهيلات التجارية لها على غرار التسهيلات الممنوحة لأوكرانيا. مضيفاً: "تمكنا نسبياً من تقليص الأزمة الغذائية من خلال تقديم 9.3 مليون طن من القمح الأوكراني إلى العالم" في إشارة إلى اتفاقية إسطنبول للحبوب.
وأشار أردوغان إلى أن الأسباب الرئيسة في أزمة الغذاء العالمية هي الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد. وأضاف: "كما هو معروف، ثلث الإنتاج العالمي للحبوب يأتي من روسيا وأوكرانيا، وكنتم شاهدين على الجهود التي بذلناها من أجل إيصال هذه الحبوب للدول التي تهددها المجاعة".