قالت صحيفة The Times البريطانية في تقريرها الذي نشرته، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن الآلاف من المؤثرين وصلوا دبي خلال السنوات القليلة الماضية بسبب شمس الشتاء، وضريبة الدخل غير الموجودة، وقيود الجائحة الفضفاضة نسبياً، والتأشيرات التي يسهل الحصول عليها، مما أدى إلى إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركات تمجّد الإمكانيات الرائعة للحياة في الإمارة.
حيث تجسد الشخصيات المؤثرة على الشبكات الاجتماعية الإسراف المهووس بأسلوب الحياة الفاخر في دبي، حيث تنشر بانتظام صور الشمبانيا والأزياء الراقية والطائرات الخاصة المليئة بالاقتباسات التحفيزية والصور بالبكيني، وتدعي العمل في صناعة الأزياء.
تدفق الأثرياء على دبي
إنهم يصورون عالماً تزور فيه نوادي الشاطئ، وتقضي فيه الأمسيات مع أثرياء العالم، الذين يضمون الآن الآلاف من الروس الذين تدفقوا على المدينة منذ بدء الحرب في أوكرانيا، ففي الشهر المقبل، سينضم إليهم مشجعو كرة القدم من جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في البقاء في دبي أثناء ذهابهم إلى مباريات كأس العالم في قطر المجاورة.
بالنسبة لمدينة لامعة من الزجاج والفولاذ لم يكن بها كهرباء أو مياه جارية قبل 70 عاماً، فإن الصور الطموحة هي تسويق من طراز رفيع.
مع ذلك، ليس كل شيء كما يبدو. كشفت أكثر من اثنتي عشرة مقابلة مع المؤثرين ومشتري الجنس والأشخاص من حولهم أن بعض المؤثرات من الشخصيات، يموّلن أسلوب حياتهن من خلال بيع الجنس بالآلاف في الليلة الواحدة.
فكلما زاد انتشارهن على وسائل التواصل الاجتماعي، زادت قدرتهن على طلب المزيد. قالت إحدى المطلعات على الوضع: "نظراً لأن لديهن العديد من المتابعين، فإنهن يحصلن على رواتب أعلى، وتُدفَع لهن رحلات الطيران والمجوهرات والحقائب، وبالطبع الأموال". وأضافت: "المدونة الشهيرة تتقاضى ما لا يقل عن 5 آلاف دولار في الليلة كحد أدنى، لكنه يرتفع إلى 10 آلاف دولار، وفي عطلة نهاية الأسبوع خارج المدينة سيكون حوالي 20 ألف دولار".
مقابل مادي عالٍ من أجل الجنس
قالت إن المؤثرات في كثير من الأحيان يقمن بالرد على رسائل الرجال على إنستغرام ويوافقن على الذهاب لتناول العشاء أو السفر للخارج لمقابلتهم. ثم يُدفَع لهن مقابل ممارسة الجنس.
في حين أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً مهماً من الطريقة التي تقدم بها الإمارات دبي إلى جمهور عالمي. وتدفع الإمارات للكثير من أصحاب النفوذ مقابل دعمهم، وقد مُنح بعض أبناء النخبة المؤثرة "تأشيرات ذهبية"، وهي إقامات قابلة للتجديد لمدة عشر سنوات.
النتيجة هي تصوير دبي على وسائل التواصل الاجتماعي كملاذ صحي ومستهلِك للغاية. حتى الهندسة المعمارية للمدينة نفسها موجهة نحو إنستغرام.
في ظهيرة أحد أيام الأسبوع من عام 2022 عند حمام سباحة فندق خمس نجوم على شاطئ البحر، كان هناك حفل استقبال على مدار اليوم. ترتدي النساء البكيني. يتناولن الشمبانيا في كل مكان حول حمام السباحة.
يبدو أن كل جنسية في العالم موجودة. كانت جميع النساء تقريباً في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات، بينما كان الرجال أكبر سناً.
ضحك أحد رجال الأعمال قائلاً: "إنها الأمم المتحدة في دبي"، بينما كان برازيلي ذو شعر داكن يتأرجح أمامه وهو ينظر إليه. ضحك وسأل إحدى الفتيات عن رقمها، وفي غضون دقائق، ردت على رسالته التي طلب منها فيها تناول العشاء سوياً، فقالت: "يمكننا ترتيب ذلك، لكني هنا للعمل"، مضيفة أنه ليس لديها مكان للقاء. فقط في مكانه".
حيث قالت إن السعر كان 600 جنيه إسترليني للساعة، أو ألف جنيه إسترليني في الليلة. وقالت امرأة أخرى، من أصل شرقي أوروبي، إنها تستطيع جلب زبائن إلى الشقة التي كانت تملكها في المجمع الفندقي، حيث يمكن أن تصل الإيجارات إلى 5 آلاف في الشهر.