تسبب عرض خريطة للوطن العربي على شاشة قناة جزائرية حكومية، في إثارة غضب المغرب، الذي قال إنه تم اجتزاء الصحراء الغربية من أراضيه في الخريطة، ما دفع جامعة الدول العربية إلى إصدار بيان توضيح، لكون نشر الخريطة يتزامن مع التحضير لقمة الجامعة في العاصمة الجزائر.
الجامعة العربية نفت في بيان، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن يكون لها أي "شركاء إعلاميين" في تغطية أعمال القمة العربية 31 بالجزائر، مؤكدة عدم وجود صلةٍ لها بأية مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة.
أوضحت الجامعة أن هذا النفي يأتي على خلفية نشر قناة الجزائر الدولية "AL24 News" الحكومية، خريطة للعالم العربي على موقعها الإلكتروني، تُخالف الخريطة التي درجت الجامعة على اعتمادها، وهو ما أثار تحفظ الوفد المغربي".
كذلك بيّنت الجامعة العربية أنها "لا تعتمد خريطة رسمية مبينة عليها الحدود السياسية للدول العربية، بما فيها المملكة المغربية، بل تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول؛ تعزيزاً لمفهوم الوحدة العربية".
طالبت الجامعة أيضاً وسائل الإعلام "بتوخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية أو مؤسساتها".
من جانبها، قالت القناة الجزائرية، في بيان مقتضب، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنها "تعتذر عن استخدام خريطة للوطن العربي غير تلك المعتمدة لدى الجامعة العربية".
أكدت القناة أن ذلك "لا يعدو إلا أن يكون خطأً فنياً من قسم الغرافيكس"، ثم أعادت نشر خريطة أخرى غير تلك التي أغضبت الوفد المغربي.
بدوره، قال دبلوماسي مغربي رفيع، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، إنه لا أساس من الصحة للتقارير الإعلامية التي أوردت أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة غادر مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في الجزائر، إثر خلاف مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة.
أضاف الدبلوماسي المغربي (لم تسمه الوكالة)، أن "الوفد المغربي بقي داخل القاعة، واحتج على عدم احترام خارطة المغرب كما هي متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية؛ ما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي، ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار".
شدد الدبلوماسي كذلك على أنه "ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي، وفق تعليمات الملك محمد السادس، أن يغادر (بوريطة) قاعة الاجتماعات، بل أن يدافع من داخل أروقة الاجتماعات عن حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية".
كانت الجزائر قد شهدت السبت، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، انطلاق اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية للقمة العربية، المقررة يومي 1 و2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
يجتمع الوزراء على مدار يومين لاعتماد مشروع جدول الأعمال، والنظر في مشاريع القرارات وإقرارها، فيما يتم عقد جلسة تشاورية، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفق وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.