على عكس الملك تشارلز الثالث ورئيس وزراء بريطانيا الجديد، ريشي سوناك، اللذين فضّلا عدم الذهاب إلى مصر لحضور مؤتمر التغير المناخي، كان لرئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون رأي آخر، ما تسبب بجدل في بريطانيا.
حيث قالت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن الخلاف بشأن رفض رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، حضور مؤتمر التغير المناخي (Cop27) اتخذ منعطفاً لم يكن في الحسبان، بعد أن كشفت صحيفة The Observer، أن بوريس جونسون ينوي حضور الفعالية التي ستُقام في مصر.
الصحيفة البريطانية نقلت عن عدة مصادر قولها إنها أُبلغت بأن بوريس جونسون يعتزم حضور الاجتماع البارز لقادة العالم في مصر، لإظهار تضامنه في معركة التغير المناخي، ولم تُنكر عدة مصادر مقربة منه أن لديه النية لحضور المؤتمر، الذي ينعقد في المدة من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
في غضون ذلك، فإن حضور جونسون المحتمل للمؤتمر من الممكن أن يستثير الكثير من الخلاف والجدل، لا سيما أن الأمر يأتي بعد أيام من تولي سوناك منصب رئيس الوزراء، ثم الإعلان عن عدم نيته الحضور لضيق الوقت.
حسب الصحيفة، ربما يصف البعض قرار بوريس جونسون بأنه انتقاد ضمني لسوناك في امتناعه عن الذهاب للمؤتمر، ومحاولة للحفاظ على مكانته الشخصية وتعزيزها، بعد أسبوع واحد من تخليه عن سباق العودة إلى رئاسة مجلس الوزراء.
ظهرت مساء السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول بوادر على اشتعال الجدل في الدوائر العليا من الحكومة، بشأن نية جونسون، وتبدَّت إشارات إلى أنه قد تكون هناك مساعٍ لحملِ رئيس الوزراء الأسبق على تغيير رأيه.
كما أنه حين سُئل مكتب مجلس الوزراء، المسؤول عن التخطيط لمشاركة بريطانيا واستعدادها لمؤتمر المناخ، عما إذا كان جونسون سيحضر المؤتمر، كانت الإجابة أن المكتب ليس لديه ردٌّ مباشر بشأن الأمر.
قال متحدث باسم المكتب: "إن الحكومة ملتزمة تمام الالتزام بمساندة مؤتمر المناخ، وريادة العمل الدولي لمعالجة التغير المناخي وحماية الطبيعة. والمملكة المتحدة سيكون لها تمثيل عالي المستوى، بمشاركة كبار الوزراء، ومنهم وزير الخارجية ووزير العمل ووزير البيئة، ورئيس المؤتمر السابق ألوك شارما".
أضاف المتحدث: "المسؤولون البريطانيون سيعملون جميعهم على تأمين السبل اللازمة لكي تمضي البلدان قدماً في التمسك بالالتزامات الرائدة، التي تعهدت الدول بها في مؤتمر المناخ السابق (Cop26) في غلاسكو".
بحسب ما ورد، فإن مسؤولين كباراً في الحكومة البريطانية كانوا على علم منذ بعض الوقت بأن بوريس جونسون يعتزم حضور المؤتمر، وإن لم يتضح مساء السبت ما إذا كان جونسون ينوي الذهاب ضمن النواب المشاركين في الوفد الرسمي للحكومة البريطانية، ليكون ضيفاً على البلد المستضيف مصر، أم أنه سيذهب ضيفاً على منظمة غير حكومية أو وفد حكومة أخرى.
من جهة أخرى، كان قرار رئيس الوزراء الجديد بعدم حضور المؤتمر قد أثار انتقادات شديدة من المنظمات المعنية بحماية البيئة، واستدعى استياء من حكومات أجنبية، بل إن بعض نواب حزب المحافظين الذي ينتمي إليه سوناك انتقدوا القرار أيضاً.
بينما نفى قصر باكنغهام، الليلة الماضية، تلميحات متداولة بأن سوناك حثَّ الملك تشارلز على عدم حضور القمة، مع أن الأخير كان حريصاً على ذلك، وقال متحدث باسم القصر إن قرار غياب الملك عن المؤتمر جاء باتفاق جميع الأطراف ورضاهم الكامل.