قال وزير خارجية بنغلاديش إن العالم "لم يفعل شيئاً على الإطلاق" لضمان سلامة أقلية الروهينغا المضطهدة في ميانمار، مؤكداً أن بلاده تؤوي أكثر من مليون لاجئ دون أي دعم دولي، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وأوضح شهريار علم، أن الدعم المالي للروهينغا انخفض كل عام، منذ أن فر أكثر من 700 ألف من المذابح التي ارتكبها جيش ميانمار في أغسطس/آب 2017.
ودعا "علم" إلى دعم دولي أكبر لقضية الإبادة الجماعية، في محاكم العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة ولقضية الترحيل القسري، في المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف: "في ما يتعلق بالحل السياسي وإعادة التوطين، فإن العالم لا يفعل شيئاً على الإطلاق. حتى وقت قريب استمروا في الاستثمار في ميانمار. كان نمو الاستثمار الأجنبي المباشر في ميانمار من 2017 إلى 2020، أكبر من نمو بنغلاديش".
عقوبات "وهمية"
وشكك "علم" في العقوبات المقترحة على سفر وتمويل كبار الشخصيات العسكرية، قائلاً إن الأشخاص المعنيين نادراً ما يسافرون.
لم يتلقَّ نداء الأمم المتحدة الإنساني للاجئين الروهينغا سوى ثلث التمويل المطلوب هذا العام. قال "علم" إنه يخشى أن تقلَّ أموال التبرعات العام المقبل، بسبب ارتفاع التكاليف عالمياً.
جُرِّدَ الروهينغا، ومعظمهم من المسلمين، بشكل جماعي من جنسيتهم في عام 1982، وتعرضوا لعمليات عسكرية عنيفة، إضافة إلى ضوابط واسعة النطاق على الحركة والدين والرعاية الصحية والتعليم.
وأُعيدَ الآلاف ممن فروا من القمع العسكري في عامي 1978 و1991 إلى أوطانهم، إلا أن بنغلاديش شهدت عودة أعداد أكبر، بسبب عدم اتخاذ أي تدابير لضمان سلامتهم في ميانمار.
قال "علم": "أعتقد أن بعض تلك الاتفاقات السابقة كانت معيبة، ولكن هذه المرة حكومة بنغلاديش ملتزمة تماماً بالعودة الكريمة والمستدامة". وأضاف: "ما لم يُمنَحوا بعض الحقوق الأساسية، فلن يكون هؤلاء الأشخاص مستعدين للعودة".
وأضاف أن المحادثات مع ميانمار لإعادة أعداد صغيرة للغاية "جارية"، ويأمل أن تضع الأساس لعائدات أكبر في المستقبل.
وقال كذلك إن الولايات المتحدة عرضت إعادة توطين بعض الناس، لكنها ستحتاج إلى عدة دول أخرى لتقديم عروض مماثلة، لتخفيف العبء على بنجلاديش بشكل كبير.
حاولت بنغلاديش مرتين إعادة الروهينغا إلى وطنهم منذ 2017، لكن لم يكن أي منهم على استعداد للعودة. ونقلت الحكومة أكثر من 30 ألفاً من الروهينغا إلى بهاسان شار، وهو مخيم جزيرة في خليج البنغال، على الرغم من قلق الجماعات الإنسانية بشأن الوصول إلى الخدمات الأساسية وتعرضها للأعاصير.