رحّلت السلطات الإسبانية، الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إماماً مغربياً إلى بلاده إثر القبض عليه بموجب قرار من المحكمة الوطنية العليا، بسبب تهم تتعلق بممارسة أنشطة من شأنها المساس بأمن البلاد، حسب ما ذكرت وسائل إعلام إسبانية.
جرى توقيف يحيى بن عودة (51 عاماً) إمام مسجد "تالايويلا" ببلدية إكستريمادورا غربي إسبانيا، الثلاثاء 25 الشهر الجاري، بتهمة نشر "السلفية المتشددة"، بعد أقل من أسبوع على توقيف إمامين يحملان الجنسية المغربية كذلك، في مؤسسات دينية مختلفة بإقليم كتالونيا بإسبانيا، حسب موقع هسبريس المغربي.
رفض الاتهامات
كان بن عودة يقيم في إسبانيا منذ 1998 ببلدية إكستريمادورا غربي إسبانيا، ويشغل منصب رئيس الجالية المسلمة في تالايويلا، وقد رفض القضاء الإسباني إجراءات قدّمها محاموه ضد ترحيله.
في السياق، نفت عزيزة ماجني أتيو، محامية الإمام المغربي الذي جرى ترحيله، الاتهامات الموجهة لموكلها بالمشاركة في ممارسات لنشر السلفية الراديكالية، مشيرة إلى أن السلطات تعتمد تفسيراً خاطئاً لبعض خطابات بن عودة.
من جانب آخر، واعتراضاً على إجراءات توقيفه التي مهدت لترحيله، الأربعاء، تجمع نحو 100 شخص من أبناء الجالية المسلمة في المنطقة، للاحتجاج ضد ترحيله الذي تم بالفعل، الخميس، ونُقل إلى الدار البيضاء بالمغرب.
في السياق، ذكرت وسائل إعلام مغربية أن زوجة الإمام المغربي أُغمي عليها وسط الوقفة الاحتجاجية للجالية المسلمة، حيث جرى نقلها صوب أحد المستشفيات على متن سيارة إسعاف.
ونقلت المصادر ذاتها عن بيانات المرصد الأندلسي للإحصاء، أن تالايويلا الإسبانية تعتبر واحدة من أكثر المدن في إسبانيا احتضاناً للسكان المسلمين، إلى جانب ألبونول (غرناطة) ولا موجونيرا ونيجار (ألميريا) والملي (جيرونا) وتوري باتشيكو (مورسيا).
المرة الثالثة خلال أسبوع
من جانب آخر، يأتي ترحيل بن عودة بعد أقل من أسبوع من توقيف إمامين مغربيين في كتالونيا شمال شرقي إسبانيا، حيث وافق القضاء الإسباني الأسبوع الماضي على ترحيل الإمام المغربي محمد سعيد البدوي، في حين مهّدت المحكمة العليا لترحيل المغربي عمروش أزبير المسؤول عن مسجد الفرقان في فيلانوفا إي لا غيلترو بكتالونيا.
إجراءات التوقيف التي تمهد لترحيل البدوي وأزبير تتعلق بالتهم ذاتها التي وجهت إلى بن عودة، وهي القيام بممارسات وأنشطة تدعم "الأصولية المتشددة أو السلفية الراديكالية".
في الوقت ذاته، وجه القضاء الإسباني اتهامات للإمام البدوي (40 عاماً) الذي يرأس جمعية الدفاع عن حقوق الجالية المسلمة (أديدكوم) في مدينة ريوس، بأنه "أحد المراجع الرئيسية للسلفية الأكثر تشدداً" في إسبانيا، بينما يرفض الاتهامات المذكورة ويعرف نفسه على أنه "ناشط اجتماعي".
ويحظى البدوي بدعم من كبرى الأحزاب الاستقلالية الكتالونية، وكذلك من الفرع الكتالوني من حزب بوديموس اليساري العضو في الحكومة الإسبانية، حسب فرانس برس.
الأحزاب ذاتها اتهمت الشرطة الإسبانية، في بيان مشترك، بأنها قامت بترحيله "من خلال اتهامه بتطرف ديني مزعوم، وبالأصولية المتشددة دون الإدلاء بأدلة"، في حين نظّمت تظاهرات، الأربعاء، في مدريد وبرشلونة للتنديد بترحيله.