حصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على ولاية ثالثة تاريخية على رأس الحزب الشيوعي الصيني، وذلك بعدما أزاح أيّ معارضة في البلاد وداخل صفوف الحزب، ليضمن بذلك ولاية جديدة على رأس الصين لخمس سنوات أخرى على الأقل.
جاء ذلك بعدما عينت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، جين بينغ لولاية ثالثة من خمس سنوات، وبعد إدخال تعديلات واسعة عليها، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تم تعيين جين بينغ خلال عملية تصويت جرت في جلسة مغلقة، ما يمهد لتثبيته رسمياً على رأس الدولة لولاية جديدة في مارس/آذار 2023، كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن جين بينغ "عُين كذلك رئيساً للجنة العسكرية المركزية".
عين جين بينغ حلفاء له بين الأعضاء السبعة في اللجنة الدائمة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في الصين، ومن بينهم لي كيانغ رئيس الحزب في شنغهاي، ودينغ شويشيانغ رئيس مكتب شي جين بينغ، ولي شي رئيس حزب مقاطعة غوانغدونغ (جنوب)، وفق مشاهد بثها التلفزيون الرسمي من قصر الشعب في بكين.
جين بينغ وفي كلمة ألقاها أمام الصحفيين في قصر الشعب، قال إنه "لا يمكن للصين أن تتطور بدون العالم، والعالم أيضاً بحاجة إلى الصين".
أضاف أنه "بعد أكثر من أربعين عاماً من الجهود الحثيثة من أجل الإصلاح والانفتاح، حققنا معجزتين: تنمية اقتصادية سريعة واستقراراً اجتماعياً بعيد الأمد".
كذلك تعهد جين بينغ بـ"العمل بجدّ لإنجاز مهامنا"، شاكراً "بصدق الحزب بكامله للثقة التي أبداها لي".
يأتي تعيين جين بينغ على رأس الحزب الشيوعي الصيني، بعدما عزز الأخير من موقعه خلال مؤتمر الحزب الذي أكد في ختام مؤتمره، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022 على "الموقع المحوري" لجين بينغ.
جاء في قرار تم تبنّيه بإجماع المندوبين قبيل اختتام المؤتمر في بكين، وتضمن تعديلات لميثاق الحزب، أن على أعضاء الحزب البالغ عددهم حوالى 97 مليوناً أن "يدعموا الموقع المحوري للرفيق شي جين بينغ داخل اللجنة المركزية للحزب والحزب بمجمله".
تقول صحيفة New York Times إن الرئيس جين بينغ نجح في إحداث تحول داخل الصين من خلال حكمه على مدار العقد الماضي، إذ قضى على المنافسين المحتملين، وسحق المعارضة، وأعاد تثبيت الدور المركزي للحزب الشيوعي في كافة أركان المجتمع الصيني.
كان مؤتمر الحزب الشيوعي قد قدّم أدلة على تشديد جين بينغ لقبضته المُحكمة على الحزب والحكم، عندما أقر المؤتمر قائمة الأعضاء الجدد للجنته المركزية، التي تُمثل أعلى كيان نخبوي في الصين ويجري اختيار كبار القادة من بين أعضائها.
أظهرت القائمة تنحية العديد من الشخصيات البارزة من أجل إفساح الطريق للمزيد من المسؤولين الذين يفضلهم الرئيس الصيني، وذلك حتى يصعدوا إلى اللجنة الدائمة للمكتب السياسي التي تُعتبر أعلى كيانات صنع القرار في الحزب.
يقول نيل توماس، محلل السياسات الصينية في مؤسسة Eurasia Group البحثية: "دخلت الصين حقبةً جديدة من الهيمنة القصوى لشي. ومن المؤكد أن اللجنة الدائمة التي تتمحور حول شي بدرجةٍ أكبر ستقدم المزيد من الدعم لسياساته. ما يعني تركيزاً أكبر على السيطرة السياسية، وسيطرة الدولة على الاقتصاد، والدبلوماسية الصارمة".