السيسي: لم نُقدّر قيمة المواطن المصري، وكنت سأدعو لانتخابات مبكرة لو رفض الشعب الإصلاح الاقتصادي

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/23 الساعة 12:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/23 الساعة 20:57 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي/رويترز

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،  الأحد، 23 أكتوبر/تشرين الأول إن أخطر شيء على متخذ القرار هو قياس الرضا الشعبي، بما يتحصل عليه المواطن، لافتاً إلى أنه كان سيدعو لانتخابات مبكرة حال رفض الشعب الإصلاح الاقتصادي، بحسب وسائل إعلام مصرية.

السيسي أكد، خلال تعقيبه على الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي مصر 2022، أن التجربة التي شهدتها مصر خلال الأعوام الـ7 الماضية، أثبتت "أننا لم نقدّر قيمة المواطن المصري الذي تحمّل العديد من التضحيات، من أجل التنمية والإصلاح".

كما لفت السيسي إلى أنه تحدّث، خلال إجراءات الإصلاح الاقتصادي في عام 2016، عن قبول أو رفض الشعب لهذه الإجراءات، متابعاً: "قلت لو الشعب رفض المسار ده الحكومة تقدم الاستقالة في 2016، وأدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة السبت، شجاعة القرار ولا فضيلة القرار".

الرئيس السيسي أضاف، خلال كلمته في المؤتمر الاقتصادي: "أتصور الاتنين مع بعض، شجاعة القرار وفضيلة القرار، القرار بتحمي بيه أمة، ومش بتحمي بيه نفسك، يا ترى كلنا مش عندنا الشجاعة دي، هل عندنا الاستعداد للمجابهة دي، ولا الإحراج ورد الفعل هيكون له تأثير مش كويس".

وتابع السيسي: "لقد كان واضحاً أن عمق الأزمة التي نعاني منها في العصر الحديث يتطلب إجراءات عاجلة وحلولاً جذرية". 

رصيد القيادة السياسية لم يكن بالقوة اللازمة

وواصل السيسي حديثه قائلاً إن "رصيد القيادة السياسية والحكومة لم يكن بالقوة اللازمة، والتي يمكن أن تشكل قاعدة لانطلاق خارطة طريق صعبة ومريرة تحتاج لسنوات عمل شاقة وطويلة".

السيسي أضاف: "يا ترى كان على مدار الـ50 سنة اللي فاتوا باستثناء فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هل كانت القاعدة الشعبية ومكانة الرئيس والحكومة تقدر تتحمّل قرارات صعبة هتاخد سنين كتيرة جداً؟ ما افتكرش".

وأوضح أن قدرات الدولة المصرية لم تكن أبدا كافية لتلقي ضربات هائلة، مثل الصراعات والحروب، وكذلك موجات الإرهاب المتلاحقة، وتأثيرها على الاستقرار والتنمية والسياحة في مصر، والتي كانت لاشك أرضية لتفريغ هذه القدرة والقضاء عليها، وهو ما انعكس على التحديات بالسلب.

2011 كان إعلان وفاة الدولة 

وأردف: "أنا كنت بقول للناس إن 2011 ده كان إعلان وفاة الدولة المصرية.. وناس كتير زعلت من الكلمة دي، لأن الناس عايزة تغيّر، وأنا قلت قبل كده إن 2011 اتحرك للتغير، و2013 اتحرك للتغيير، بس أنا عايز أقول للناس حتى اللي بيتناول الموضوع إعلامياً، ما حدش قال مثلاً إن التظاهر في دولة معينة – من غير ما أقول أسماء – مدة السنتين أو الثلاثة اللي فاتوا جعل الدولار الموجود في البلد مش موجود في البنوك، والناس كانت فرحانة بالتسقيف في الشارع ولحد الآن الدولة لم تستقر".

وأكمل السيسي: "يا ترى وإحنا في 2011 و2013 كنا مستعدين لتكلفة التغيير؟ ولا إحنا عملنا كده وانت أطلع خلص – أي رئيس الجمهورية- لازم نطلع إحنا مع بعض نخلص، واوعى تقولي اطلع انت خلصها.. طيب أنا هخلصها إزاى لوحدي؟، هل أنا جيت في حملة 2014 قلتلكم أنا لها أنا لها.. لأ.. أعطيتكم وعود جميلة.. لأ.. لأن التحدي كبير جداً، ولكن مش أكبر من الدولة المصرية كشعب، وكمواطنين مستعدين يدخلوا معانا في الموضوع بعد ما يعرفوه".

لم أتحدّث كذباً قط

وقال السيسي: "قسماً بالله لم أتحدث كذباً قط لأي حد، وكنت أتمنى أن يكونوا صادقين في تناولهم، أنت ما جربتش إنها تخرج منك ومستعد تقابل ربنا وأنت بتضيّع 100 مليون علشان أنت مش عارف، الدولة دي حكاية كبيرة جداً وعايزة من المهتمين بالموضوع قراءات كتير جداً، لسنوات طويلة جداً علشان يعرفوا يعني إيه دولة والحفاظ عليها، وكمان قبل ده يبقى فيه قرار إلهي إن الدولة دي لا تضيع وتستمر".

كما أشار السيسي إلى أن حجم الثقة في قدرة أجهزة الدولة على إيجاد مسار ناجح وسط خيارات صعبة تتطلب عملاً صعباً وشاقاً ومستمراً لم يكن متوفراً في ظل جهود الإسلام السياسي المستمرة في التشكيك والتشويه، وأحياناً التخريب، علماً بأنهم لم يكن لديهم مشروع أو خارطة طريق حقيقة لإعادة بناء الدولة من جانب، معلقاً: "ما حدش يزعل من اللى هقوله.. غياب الرؤية من جانب الكثير من المثقفين والمفكرين والمهتمين لحجم التحديات المطلوب مجابهتها".

تحميل المزيد