أعلن الجيش الأوكراني، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022، انسحاب القوات الروسية من قريتين في منطقة خيرسون، جنوبي البلاد، بالإضافة إلى إجلاء ضباط عسكريين روس من مدينة بريسلاف، التابعة لمقاطعة كيرسونسكا الأوكرانية.
حيث قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في بيان نشرته على فيسبوك، إن "القوات الروسية انسحبت بالكامل من قريتي تشريفني وتشكالوف". وأضاف البيان أن "الجيش الأوكراني يواصل قتاله لاستعادة السيطرة على مناطق في مدينة خيرسون الجنوبية، ذات الأهمية الاستراتيجية".
بيان القوات المسلحة الأوكرانية قال كذلك إن "القوات الروسية هاجمت مختلف المناطق الأوكرانية بـ40 صاروخاً، و16 طائرة مسيرة من طراز كاميكازي، فيما دمرت القوات الجوية الأوكرانية 20 صاروخاً و11 طائرة مسيرة".
مليون منزل أوكراني بدون كهرباء
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه كيريلو تيموشينكو، نائب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن أكثر من مليون منزل بدون كهرباء في بلاده، إثر ضربات روسية على مرافق الطاقة بجميع أنحاء البلاد.
أضاف عبر منصات التواصل الاجتماعي: "بدءاً من الآن بات 672 ألف مشترك في منطقة خميلنيتسكي بدون كهرباء، وكذلك 188400 في منطقة ميكولايف، و242 ألفاً في منطقة تشيركاسي، و174790 في منطقة ريفني و61913 في منطقة كيروفوغراد و10500 في منطقة أوديسا".
في الوقت نفسه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن روسيا شنت ضربات استهدفت البنية التحتية على نطاق "واسع جداً"، وتعهد بتحسين قدرات الجيش الأوكراني، الذي يبلي بالفعل بلاء حسناً في إسقاط الصواريخ، بمساعدة من شركاء بلاده.
أضاف زيلينسكي في خطابه المسائي المصور "النطاق الجغرافي للقصف المكثف الأحدث واسع جداً"، مشيراً إلى استهداف الضربات الصاروخية مناطق في غرب ووسط وجنوب أوكرانيا.
كما قال : "بالطبع ليست لدينا القدرة التقنية على تدمير 100 بالمئة من الصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية الروسية. أنا متأكد من أننا سنحقق ذلك تدريجياً بمساعدة شركائنا، وحالياً نسقط بالفعل غالبية الصواريخ من طراز كروز وغالبية الطائرات المسيرة".
تحذيرات من تسونامي هجرة
في حين حذّر رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميغال، من "تسونامي هجرة جديد"، إذا واصلت روسيا هجماتها على البنى التحتية المدنية لبلاده، في مقابلة مع صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) الألمانية، تُنشر الأحد.
حيث اتهم شميغال موسكو بالسعي إلى "إغراق أوكرانيا في كارثة إنسانية"، مضيفاً: "إذا لم تكن هناك كهرباء ومياه في أوكرانيا، فقد يؤدي ذلك إلى تسونامي هجرة جديد".
كما قال ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني إن موسكو تريد خلق موجة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا من خلال الضربات، بينما وصف وزير الخارجية دميترو كوليبا الضربات بأنها "تشكل إبادة جماعية".
جدير بالذكر أنه ومع فجر السبت بدأ مسؤولون محليون في مناطق عبر أوكرانيا الإبلاغ عن ضربات على منشآت الطاقة، وانقطاع التيار الكهربائي، وسارع مهندسون لإصلاح الشبكة المدمرة، ونصحت السلطات السكان بتخزين المياه تحسباً لحدوث انقطاعات.
المدنيون يغادرون خيرسون
في حين أبلغت السلطات الروسية في مدينة خيرسون الأوكرانية المدنيين، السبت، بضرورة مغادرة المدينة فوراً بسبب ما وصفته بالوضع العسكري المتوتر مع تقدم القوات الأوكرانية.
حيث بدأ آلاف المدنيين النزوح منذ أيام عبر نهر دنيبرو، بعد تحذيرات من هجوم أوكراني وشيك لاستعادة المدينة، لكن تحذير السبت صدر مع التأكيد مجدداً على أهميته.
قال بيان على تطبيق تليغرام "نظراً للوضع المتوتر على الجبهة، وتزايُد خطر القصف المكثف على المدينة، ووجود تهديد بهجمات إرهابية، يجب على جميع المدنيين مغادرة المدينة فوراً والعبور إلى الضفة اليسرى (الشرقية) لنهر دنيبرو!".
أضاف البيان "احرص على سلامة عائلتك وأصدقائك! لا تنسَ الوثائق والأموال والمقتنيات الثمينة والملابس". وطلب البيان أيضاً من جميع العاملين في الهيئات والوزارات التابعة للإدارة التي عيّنتها موسكو في خيرسون المغادرة. وحث الناس على ركوب القوارب وعبور نهر دنيبرو.
يذكر أن روسيا شنت هجوماً عسكرياً، في 24 فبراير/شباط 2022، على الأراضي الأوكرانية، وتشترط موسكو لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.