قالت القوات الانفصالية الموالية لروسيا، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنها تعمل على تحويل خيرسون في جنوب أوكرانيا إلى "حصن" لصد الهجوم الأوكراني المضاد، مع استمرار إجلاء موسكو للسكان من المدينة، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأكدت كييف في وقت سابق أن قواتها استعادت حتى الآن 88 بلدة في خيرسون. وأشاد الرئيس الأوكراني، الجمعة، بـ"نتائج جيدة" يحققها جيش بلاده في مواجهة القوات الروسية بالمنطقة.
واتهم نائب مسؤول منطقة خيرسون الذي عينته روسيا كيريل ستريموسوف القوات الأوكرانية بقتل أربعة أشخاص بقصف جسر أنتونوفسكي على نهر دنيبر والذي يستخدم لعمليات الإجلاء. وتابع على تلغرام أن "مدينة خيرسون، مثل حصن، تعد دفاعاتها".
كما بث التلفزيون الروسي صوراً لسيارة متضررة وازدحام مروري للمركبات التي تنتظر عبور النهر.
لكن الجيش الأوكراني نفى استهداف المدنيين، وقالت المتحدثة باسمه ناتاليا غومينيوك: "نحن لا نقصف البنى التحتية الأساسية، ولا نقصف البلدات المسالمة والسكان المحليين".
فيما دعت القوات الموالية لروسيا المدنيين إلى الانتقال إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر، فيما تشن القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً في منطقة خيرسون التي ضمتها موسكو مؤخراً. وتخطط الإدارة الموالية لروسيا لإجلاء ما بين 50 و60 ألف شخص في غضون أيام قليلة، من جهة أخرى، انتقد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف "الإعداد للترحيل الجماعي للسكان الأوكرانيين" إلى روسيا "من أجل تغيير المكون السكاني للأراضي المحتلة".
واتهم زيلينسكي من جهته روسيا الجمعة بـ"تعمد" تأخير عبور السفن المحملة حبوباً أوكرانية والتي تشكل إمداداً حيوياً لكثير من دول إفريقيا وآسيا. وقال في مقطع مصور: "أكثر من 150 سفينة لا تزال تنتظر الوفاء بالموجبات الواردة في العقود لشحن منتجاتنا الزراعية. إنه انتظار مصطنع سببه الوحيد أن روسيا تتعمد تأخير عبور السفن".
ووسط هذه التطورات، شدد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الجمعة، على "أهمية إبقاء قنوات التواصل" وسط الحرب في أوكرانيا، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، وفق ما أفادت وزارة الدفاع الأمريكية.
ولم يكشف البنتاغون تفاصيل إضافية عن المكالمة الهاتفية، لكن وزارة الدفاع الروسية أوضحت في وقت سابق أن الرجلين ناقشا "قضايا راهنة عدة تتصل بالأمن الدولي، بينها الوضع في أوكرانيا". كما تحدث لويد أوستن إلى وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف وأكد له "التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم قدرة أوكرانيا على التصدي للعدوان الروسي".
وبعد تراجعها في شمال شرق أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، تتعرض قوات موسكو لضغوط في الجنوب حول خيرسون، وهي أول عاصمة إقليمية احتلتها في مارسآذار، بعد وقت قصير من بدء هجومها. كما اعترف الجنرال سيرغي سوروفكين الذي عُين مؤخرا قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا، الثلاثاء، بأن الوضع "متوتر" بالنسبة لجيشه في المنطقة، وحذر من أنه قد يكون عليه اتخاذ "قرار صعب للغاية".