دبلوماسي إسرائيلي مخضرم يصف رفض تزويد أوكرانيا بالأسلحة بـ”الأنانية”: تل أبيب تخون حلفاءها

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/21 الساعة 15:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/21 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس/ رويترز

 انتقد المدير العام السابق لوزارة خارجية إسرائيل، ألون ليل، رفض تل أبيب لطلب أوكرانيا الحصول على أسلحة إسرائيلية الصنع بغرض حماية نفسها من الهجمات الجوية الروسية، قائلاً إن دولة الاحتلال "تخون" حلفاءها الغربيين.

وقوبل قرار وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس باستياء الولايات المتحدة وأوروبا، فيما قال محللون إنه حوّل تل أبيب إلى دولةٍ ناشزة عن الدول الغربية بصورةٍ نادرة الحدوث.

في مقابلة مع مجلة Foreign Policy الأمريكية، نشرت الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، قال ليل: "إن أسلوب صنع القرار الإسرائيلي تجاه هذه الحرب اتّسم بالأنانية الشديدة منذ اليوم الأول. ولم تنظر دولة الاحتلال سوى من زاويتها الخاصة فقط. فبدأ الأمر مع الاعتبارات المتعلقة بسوريا، ثم ظهرت الاعتبارات الخاصة بالجالية اليهودية في روسيا، تلتها اعتبارات الاتفاق النووي مع إيران.

أوضح ليل أن القضية تثير الجدل داخل دولة الاحتلال؛ إذ يدعم معظم العامة أوكرانيا، لكن الساسة يتعرضون للضغوطات على يد المؤسسة الأمنية، التي حولت التفوق الجوي في سوريا إلى اعتبارٍ يُهيمن على غيره.

لا مكان للأخلاق

وقال ليل من خلال خبرته في السياسة الخارجية الإسرائيلية طيلة عقود، "الاعتبارات الأخلاقية لم يسبق لها أن حظيت بالأولوية، ولطالما كانت ثانويةً بالنسبة لاعتبارات الواقعية السياسية، هذا إن وُجِدَت من الأساس. ولا تختلف قضية أوكرانيا وروسيا، لأن دولة الاحتلال تضع مصالحها أولاً دائماً".

وتساءلت المجلة عما إذا كان هناك أي قلقٍ داخل دولة الاحتلال من أن الدول الأخرى ستقارن بين الهجوم الروسي على أوكرانيا وبين الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية. فأجاب ليل قائلاً: "أرى أن احتلال الضفة الغربية عملٌ لا أخلاقي، كما هو حال الهجوم الروسي. وأعتقد أن حكومة الاحتلال مخطئة في احتلال الضفة الغربية، وفي موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية".

كما يرى ليل أن بعض ساسة الاحتلال يؤمنون بأن الغرب لن يظل معجباً بدولة الاحتلال عندما تقوم بضم الأراضي وتفقد ديمقراطيتها بعد 20 عاماً من الآن على أي حال. وربما يتساءل هؤلاء الساسة قائلين: "لماذا سنحارب مع الديمقراطيات بينما من المحتمل ألا تظل إسرائيل ديمقراطية في وقتٍ من الأوقات؟".

فإلى أي مدى يهم الاحتلال أن يكون مصطفاً مع الغرب يا ترى؟ أجاب ليل عن هذا السؤال في مقابلته قائلاً إن الاحتلال مدينٌ للولايات المتحدة بكل شيء. ويمكن القول إن سبب انتصار الاحتلال في حربه ضد الفلسطينيين يرجع إلى تحالف الولايات المتحدة معه في المقام الأول، وخاصةً خلال فترة ترامب والجمهوريين. ويرى ليل أن رفض الاحتلال لطلبات الولايات المتحدة بمساعدة أوكرانيا ربما تكون له تداعياته مستقبلاً.

ثم اختتمت المجلة مقابلتها بالسؤال عما إذا كانت دولة الاحتلال تقوض بهذا الرفض قدرتها أن تصف نفسها بالدولةٍ المنتمية إلى الغرب. وأوضح ليل أن دولة الاحتلال تقول إنها دولة ديمقراطية دائماً، بينما تصف حكومتها نفسها بالديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتقول إنها جزء من الغرب.

وأردف ليل قائلاً بنظرةٍ واقعية: "لسنا دولة ديمقراطية في وجود الاحتلال، ونختار أن نكون جزءاً من الغرب عندما يناسبنا الأمر فقط". ثم أضاف أن الوضع الحالي لا يناسب دولة الاحتلال التي تريد الحفاظ على علاقاتها مع روسيا دون أية مخاطرة.

تحميل المزيد