في واقعة اعتبرها التونسيون "صادمة"، وصلت طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، إلى الأراضي الإيطالية على متن قارب للهجرة غير النظامية، رفقة مجموعة من المهاجرين، بينما فشل والداها في مرافقتها، واكتفيا بمنح المشرف على الرحلة مالاً على أن يلحقا بها فيما بعد.
مباشرةً بعد أن نشرت وسائل الإعلام الإيطالية الخبر الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، كشفت وسائل إعلام تونسية أن الشرطة التونسية أوقفت الزوجين للتحقيق معهما بشأن وصول ابنتهما ذات السنوات الأربع وحيدة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وصلت الطفلة على قارب كان يضم مهاجرين آخرين قادمين من تونس، الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول، وقال متحدث باسم الحرس الوطني التونسي، حسام الجبابلي، إن والدي الطفلة سلَّما ابنتهما إلى وسيطٍ منظم للرحلة مع مبلغ مالي، على أن يلحقا بها إلى إيطاليا.
وأضاف الجبابلي، في تصريح نقلته وسائل إعلام تونسية: "تم الاحتفاظ بالزوجين، هما لا يتعاونان للوصول إلى من استفاد ومن نظم ومن نفذ العملية"، ورجَّح المسؤول الأمني أن تُوجَّه تهمة "الاتجار بالبشر" لوالدي الطفلة.
كما قال نائب تونسي من البرلمان المنحل، مقيم في إيطاليا، مجدي الكرباعي، إن السلطات الإيطالية أودعت الطفلة بمركز رعاية متخصص، كما قررت إلحاق الوالدين بابنتهما، لكن إيقافهما من طرف السلطات في تونس حال دون ذلك وسيُعقِّد المسألة.
كما قالت صحيفة "أفينيري" الإيطالية في نسختها الإلكترونية، إن السلطات التونسية اعتقلت والدي الطفلة اللذين تركاها وحيدة في رحلة خطرة امتدت إلى نحو 30 ساعة على متن قارب محمل بعشرات اللاجئين.
الصحيفة الإيطالية أوضحت أن الفتاة الصغيرة قضت ساعاتها الأولى في لامبيدوزا خائفة في صمت لم يقطعه سوى طلب مقابلة والديها.
كما أشارت إلى أن أفراد منظمة "أنقِذوا الأطفال" (Save The Children) تمكنوا من تهدئتها عبر تقديم ألعاب لها، وجعلها تلتقي المهاجرين الذين اعتنوا بها خلال رحلة الإبحار غير النظامية.
بينما قدم فريق المنظمة غير الحكومية في الجزيرة على الفور المساعدة والدعم للفتاة "من خلال الترحيب والاستماع والاستجابة لاحتياجاتها والإبلاغ السريع عن الحالة إلى السلطات المختصة"، حسب المتحدث باسمها جيوفانا دي بينيديتو.
فيما تناقل رواد مواقع التواصل في تونس صوراً للفتاة ومقاطع للفيديو من قنوات إيطالية ألقت الضوء على القصة، وفي حين ألقى كثيرون باللوم على العائلة، وحمّلوها مسؤولية ما تعيشه ابنتها الصغيرة من وحدة ومخاطر، وجد آخرون تبريرات للمخاطرة وركوب قوارب الموت للهجرة.
تتنامى في تونس ظاهرة الهجرة غير النظامية بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى أوضاع مماثلة وحروب في دول إفريقية أخرى. وبلغ عدد المفقودين في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري 544 شخصاً، بحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (خاص).