قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن طائرتين من قاذفاتها الاستراتيجية من طراز تو-95 إم.إس قامتا برحلة استمرت لأكثر من 12 ساعة فوق المحيط الهادي وبحري بيرنج وأوخوتسكن، فيما قالت قيادة الأمن الجوي الأمريكية – الكندية (نوراد) إن سلاح الجو اعترض قاذفتين روسيتين من طراز تو-95 بالقرب من ساحل ألاسكا.
وجاء تحليق الطائرتين اللتين تتمتعان بقدرات نووية في وقت توتر شديد بسبب الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا ومواجهتها مع الغرب، بعد أن قال حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة إنهما يتوقعان أن تجري روسيا تدريبات لقواتها النووية.
الوزارة قالت إن الطائرتين كانت ترافقهما طائرات من طراز ميغ 31 وأعيد تزويدهما بالوقود أثناء التحليق، ووصفت الوزارة المهمة بأنها "رحلة ذات موعد محدد سلفاً فوق مياه محايدة" تماشياً مع قواعد المجال الجوي الدولي.
ولم تحدد الوزارة المسار، لكن رحلة طيران فوق بحري أوخوتسك وبيرنج من شأنها أن تمر بالقرب من اليابان والولايات المتحدة.
واشنطن وكندا تعترضان قاذفتين
فيما قالت قيادة الأمن الجوي الأمريكية – الكندية، في بيان، إن مطاردتين "اعترضتا قاذفتين روسيتين من طراز Tu-95 Bear-H دخلتا منطقة تحديد الدفاع الجوي لـ"ألاسكا".
ومن جانبها، ذكرت القيادة الأمريكية الشمالية أن الطائرتين الروسيتين "ظلتا في الأجواء الدولية، ولم تدخلا المجال الجوي للولايات المتحدة أو كندا".
وقالت القيادة، في بيان، إنها "لا تعتبر النشاط الروسي الأخير في منطقة تحديد الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية تهديداً أو استفزازاً"، وتابع أن "نوراد تتعقب وتحدد بشكل إيجابي الطائرات العسكرية الأجنبية التي تدخل منطقة تحديد الدفاع الجوي، وتراقب بشكل روتيني تحركاتهم وعند الضرورة ترافقهم من منطقة تحديد الدفاع الجوي".
ويأتي هذا في وقت يجري فيه حلف الأطلسي تدريبات على التأهب النووي هذا الأسبوع، إذ قال إنه يتوقع أن تجري روسيا تدريباتها النووية في القريب العاجل، وقال الكرملين في وقت سابق إنه ليس لديه معلومات بهذا الشأن.
فيما قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تشمل التدريبات الروسية تجربة إطلاق صواريخ باليستية.
ولطالما لوحت روسيا بأنها قد تستخدم الأسلحة النووية في الحرب الأوكرانية، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لا يمزح في هذا الأمر، بينما قال رئيس مجلس الأمن القومي والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، إن بلاده من حقها استخدام الأسلحة النووية للدفاع عن المقاطعات الأوكرانية الأربع التي ضمتها مؤخراً، فيما دعا رمضان قديروف، رئيس الشيشان، إلى الرد على الانتصارات الأوكرانية باستخدام أسلحة نووية تكتيكية.
ومع استمرار التقدم الأوكراني في مقاطعة خيرسون المجاورة لشبه جزيرة القرم، يزداد خطر الحرب النووية، فخيرسون بعيدة عن الجهد الحربي الروسي الرئيسي المعتمد على الأراضي الروسية، وأي اختراق أوكراني كبير لها يمثل مشكلة عسكرية لموسكو والأخطر يهدد شبه جزيرة القرم التي تعتبرها روسيا خطاً أحمر وسبق أن ضمتها عام 2014، وينظر أغلب الروس ومن ضمنهم المعارضون لبوتين إلى القرم على أنها جزء من روسيا.
وبالفعل بدأ الأوكرانيون يتحدثون بتفاؤل عن تحرير القرم، ومع استمرار مأزق بوتين في ظل قلة عدد الجنود الروس بأوكرانيا، الذين يبلغ عددهم نحو 200 ألفٍ مقابل نحو مليون جندي أوكراني، لأن كييف استدعت الاحتياطي منذ بداية الحرب، فإنه لا يمكن استبعاد أن تتطور الأمور إلى استخدام روسيا أسلحة نووية تكتيكية على الأقل ضد أوكرانيا.