روسيا تعلن إجلاء جزئياً لسكان بلدات في خيرسون.. موسكو تترقب القصف الأوكراني، وكييف تتحرك ضد “مسيرات” إيران

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/18 الساعة 22:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/18 الساعة 22:33 بتوقيت غرينتش
قوات تابعة لروسيا في أوكرانيا - رويترز

اعترف القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرجي سوروفكين، الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بأن قواته تتعرض لضغط كبير وتواجه خيارات صعبة، وذلك في وقت أعلن فيه فلاديمير سالدو الحاكم المعين من قبل روسيا لإقليم خيرسون المحتل عن إجلاء جزئي.

ففي تصريحات لقناة روسيا 24 التلفزيونية الإخبارية قال سوروفكين وهو جنرال في سلاح الجو عُين لقيادة قوات الغزو الروسية: "يمكن وصف الموقف في منطقة (العملية العسكرية الخاصة) بأنه متوتر". وأضاف: "يحاول العدو باستمرار مهاجمة مواقع القوات الروسية.. أولاً، يتعلق هذا بقطاعات كوبيانسك وليمان ومبكولايف-كريفي ري".

أوكرانيا قصف كييف روسيا
آثار القصف الروسي على كييف / رويترز

يذكر ان كوبيانسك وليمان في شرق أوكرانيا في حين أن المنطقة بين ميكولايف وكريفي ري هي الجزء الشمالي من إقليم خيرسون في جنوب أوكرانيا.

إبعاد السكان 

قال سالدو، في بيان مصور، إنه سيتم إبعاد السكان من أربع بلدات عن نهر دنيبرو، نظراً لاحتمال أن يؤدي القصف الأوكراني إلى تدمير سد قريب. وقال: "الجانب الأوكراني يحشد قواته لشن هجوم واسع النطاق".

أضاف: "هناك خطر مباشر من حدوث فيضانات.. بسبب التدمير المخطط له لسد كاخوفكا وإطلاق المياه من سلسلة من محطات توليد الطاقة في أعلى نهر دنيبرو". وأقر سوروفكين على ما يبدو بوجود خطر الآن من تقدم القوات الأوكرانية نحو مدينة خيرسون، التي تقع بالقرب من مصب نهر دنيبرو على الضفة الغربية.

واستولت روسيا على مدينة خيرسون دون مقاومة إلى حد كبير في الأيام الأولى من الغزو.

كذلك قال سوروفكين: "خططنا وإجراءاتنا الإضافية فيما يتعلق بمدينة خيرسون نفسها ستعتمد على الوضع العسكري التكتيكي الناشئ. أكرر الوضع صعب للغاية اليوم بالفعل". وأضاف: "سوف نتصرف بوعي، وفي الوقت المناسب، دون استبعاد قرارات صعبة".

أوكرانيا روسيا لوغانسك
القوات الأوكرانية في شرق البلاد – رويترز

طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا

يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه أوكرانيا خبراء من الأمم المتحدة لفحص ما تقول إنها طائرات مسيرة إيرانية الأصل تستخدمها روسيا لمهاجمة أهداف أوكرانية في انتهاك لقرار لمجلس الأمن، وفقاً لرسالة اطلعت عليها رويترز.

 في حين أطلقت روسيا عشرات الطائرات المسيرة الانتحارية على أوكرانيا، الإثنين، وأصابت البنية التحتية للطاقة، فيما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في العاصمة كييف.

من جانبها، تقول أوكرانيا إنها طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد -136. وتحركت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، لقطع علاقاتها بإيران بسبب استخدام هذه الطائرات.

إيران قاعدة عسكرية طائرات مسيرة
القاعدة الإيرانية تضم العشرات من الطائرات المسيرة والانتحارية/رويترز

دعم عسكري إيراني لروسيا

في وقت سابق، قال مسؤولان ودبلوماسيان إيرانيان بارزان لرويترز إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض، بالإضافة إلى مزيد من الطائرات المسيرة.

حيث قال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة في رسالة وزعت على أعضاء مجلس الأمن الثلاثاء: "نود دعوة خبراء من الأمم المتحدة لزيارة أوكرانيا في أقرب فرصة ممكنة، لفحص الطائرات المسيرة إيرانية الأصل التي تم انتشال بعضها من أجل تسهيل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".

تقول الرسالة التي يعود تاريخها إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه في أواخر أغسطس/آب شحنت إيران مجموعة طائرات من طراز (شاهد) و(مهاجر) إلى روسيا، فيما تعتبره أوكرانيا والقوى الغربية الكبرى انتهاكاً للقرار 2231 الذي أيد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

بموجب القرار، ظل حظر الأسلحة التقليدية على إيران مطبقاً حتى أكتوبر/تشرين الأول 2020. وعلى الرغم من الجهود الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق في عام 2018، لتمديد حظر الأسلحة، رفض مجلس الأمن ذلك؛ مما سمح لإيران باستئناف صادرات الأسلحة.

قيود على الصواريخ 

لكن أوكرانيا والولايات المتحدة تجادلان بأن القرار ما زال يتضمن قيوداً على الصواريخ والتقنيات ذات الصلة تستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد يشمل تصدير وشراء أنظمة عسكرية متطورة مثل الطائرات المسيرة.

في حين قالت أوكرانيا في الرسالة إن "طائرات مهاجر وشاهد المسيرة تستوفي معايير" القرار 2231 "لأن مداها يمكن أن يصل إلى 300 كيلومتر أو أكثر".

في السياق ذاته، قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعتزم طرح قضية نقل أسلحة إيرانية إلى روسيا خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، بعد أن قالت أوكرانيا إن حصول أوكرانيا على طائرات مسيرة خرق قراراً لمجلس الأمن.

سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد والسفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد خلال اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية/رويترز، أرشيفية

انتهاك قرار مجلس الأمن

حيث قال الدبلوماسيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن الدول الثلاث، التي تعتقد أيضاً أن عمليات النقل هذه تنتهك قرار مجلس الأمن رقم 2231، أبلغت أعضاء المجلس أنها ستطلب من مسؤول في الأمم المتحدة إطلاع الأعضاء على هذه القضية.

في حين قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ خطوات "عملية وحازمة" لتجعل من الصعب على إيران بيع طائرات مسيرة وصواريخ لروسيا، مضيفاً أن واشنطن لديها من الأدوات ما يمكنها من محاسبة كل من موسكو وطهران.

خلال لقائه مع الصحفيين في إفادة يومية، قال باتيل إن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تشمل فرض عقوبات وقيود على الصادرات. ومضى قائلاً: "سنواصل اتخاذ خطوات عملية وحازمة لجعل مبيعات الأسلحة تلك أكثر صعوبة، بما في ذلك فرض عقوبات وإجراءات لتقييد الصادرات ضد أي كيانات معنية".

تابع أن "تعميق روسيا لتحالف مع إيران شيء يجب على العالم كله، خاصة أولئك الذين في المنطقة، النظر إليه باعتباره تهديداً بالغاً".

تحميل المزيد