قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه أعلن الأحكام العرفية في أربع مناطق ضمَّتها روسيا من جانب واحد من أوكرانيا، وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
كما وجَّه بوتين، خلال تصريحات لأعضاء مجلس الأمن الروسي نقلها التلفزيون، الحكومةَ بتشكيل مجلس تنسيق خاص يتلقى أوامره من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، للعمل مع المناطق الروسية على تعزيز الجهود الحربية الروسية في أوكرانيا.
حيث بدأت في وقت سابق الأربعاء عمليات إجلاء المدنيين من منطقة خيرسون الأوكرانية التي ضمتها روسيا، لدواعي وجود "مخاطر هجمات"، تزامناً مع إعلان السلطات الموالية لروسيا في خيرسون أن القوات الأوكرانية أصبحت على مشارف المدينة.
إخلاء المدنيين من خيرسون
بينما ذكرت وسائل إعلام روسية أن المدنيين المغادرين لخيرسون، الواقعة تحت سيطرة الجيش الروسي، يتجهون نحو الضفة الأخرى لنهر دنيبرو، إلى مدينتَي أولشكي وغولا.
كما أشارت إلى أن قسماً من المدنيين الذين تم إجلاؤهم سينتقلون إلى مناطق روستوف وكرانسودار وستافروبول، وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من جانب واحد. ونقلت عما يُدعى محافظ خيرسون فلاديمير سالدو، قوله إن ما بين 50 و60 ألف شخص سيتم إجلاؤهم بشكل تدريجي خلال فترة أسبوع.
فيما قال مسؤولان عيّنتهما روسيا في مدينة خيرسون الأوكرانية المحتلة، الأربعاء، إنه يجري الاستعداد للدفاع عنها ضد هجوم أوكراني وشيك، وحثَّا المدنيين على الفرار في أسرع وقت ممكن.
حيث قال فلاديمير سالدو، حاكم المنطقة الذي عيَّنته روسيا في مقابلة تلفزيونية "لا يوجد أحد مستعد لتسليم خيرسون، لكن لا ينبغي أن يبقى السكان في مدينة ستشهد عمليات عسكرية". وأضاف سالدو "نتوقع هجوماً، ولا يخفي الجانب الأوكراني ذلك".
كما قال نائبه كيريل ستريموسوف إن الهجوم الأوكراني وشيك. وتابع قائلاً في منشور في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء على تليغرام "أطلب منكم أن تأخذوا حديثي على محمل الجد وتنفذوه.. أسرع إخلاء ممكن".
وتعد خيرسون واحدة من أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا جزئياً، وأعلنت ضمها الشهر الماضي، ووضعتها تحت مظلتها النووية.
وإذا نجحت أوكرانيا في استعادة المدينة فإنها ستكون هزيمة كبيرة جديدة للرئيس فلاديمير بوتين وجيشه، وستختبر التزامه المعلن بالدفاع عما يزعم أنها أراض روسية بكل الوسائل المتاحة، ومنها الأسلحة النووية.
تراجع القوات الروسية
فقد اضطرت القوات الروسية في خيرسون للتقهقر لمسافة تتراوح بين 20 و30 كيلومتراً على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وقد يعني ذلك أنها مهددة بأن تصبح عالقة على الضفة اليمنى أو الغربية لنهر دنيبرو.
كما قال سالدو للتلفزيون الروسي "في الوقت الحالي لدينا إمكانيات كافية لصد الهجمات وبدء هجوم مضاد، إذا تطلب الوضع التكتيكي ذلك. ستصمد المدينة، نحن ببساطة بحاجة لحماية السكان المسالمين، الجنود يعرفون ما يتعين عليهم القيام به، سيصمدون حتى الموت".
أضاف أن أكثر من 5 آلاف شخص رحلوا بالفعل في اليومين الماضيين، وسيتم إخراج ما يقدر بنحو 10 آلاف شخص يومياً خلال الأيام الستة المقبلة.
بينما أدلى القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، الثلاثاء، باعتراف نادر بالضغوط التي يتعرضون لها من الهجمات الأوكرانية لاستعادة المناطق الجنوبية والشرقية التي أعلنت موسكو ضمها قبل أسابيع فقط.
في إشارة إلى خيرسون، قال الجنرال سيرجي سوروفيكين "الوضع في هذه المنطقة صعب، فالعدو يقصف عمداً البنية التحتية والمباني السكنية".
في 3 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وافق مجلس الدوما (النواب) الروسي، على قوانين بخصوص ضم مناطق خيرسون ودونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا الأوكرانية إلى روسيا.