جهّز الاتحاد الأوروبي، الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عقوبات جديدة لفرضها على إيران، بسبب تزويدها روسيا بطائرات مسيّرة حربية، وذلك عشية عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الهجمات التي تشنها روسيا بالمسيّرات في أوكرانيا.
نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قالت: "جمعنا أدلتنا الخاصة"، والتكتل يستعد لـ"رد واضح وسريع وحازم".
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إنها اطلعت على قائمة أعدها الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على ثلاثة مسؤولين عسكريين إيرانيين، بينهم الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.
العقوبات التي من المتوقع إقرارها يوم الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في قمة أوروبية في بروكسل، ستشمل "شاهد" لصناعات الطيران، وهي شركة مرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني.
كانت أوكرانيا قد أبلغت منذ أسابيع، عن شن روسيا هجمات بمسيّرات إيرانية من طراز شاهد-136، وهي طائرات بدون طيار تنفجر رؤوسها الحربية في عمليات هبوط انتحارية، كما تحركت كييف لقطع العلاقات مع طهران.
لكن إيران وروسيا نفتا استخدام المسيّرات، وأبدت طهران رغبتها في إجراء محادثات مع أوكرانيا، لكن الاتحاد الأوروبي أعلن الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022 تأكيده أن إيران وراء تزويد روسيا بالمسيّرات.
من جانبه، أفاد الجيش الأوكراني أنه أسقط أكثر من 220 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع في نحو شهر، على الرغم من أن قصف كييف بطائرات مسيّرة، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، قد أسفر عن وقوع خمسة قتلى.
كانت أمريكا وفرنسا وبريطانيا قد طلبت عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن؛ لبحث مسألة تزويد طهران روسيا بالسلاح، وفق دبلوماسيين، وتتمتع روسيا في المجلس باستخدام حق النقض، ومن المتوقع أن تجهض أي قرار يصدر عنه، لكن الولايات المتحدة وفرنسا حذّرتا من أن إيران بتسليحها روسيا تنتهك قرارات مجلس الأمن.
كذلك تتهم الولايات المتحدة إيران، عبر نقلها مسيّرات حربية إلى روسيا، بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 لعام 2015 الذي رعى اتفاقاً نووياً بات الآن قاب قوسين من الانهيار.
يُذكر أنه في عام 2020 انتهى الحظر الذي يفرضه القرار على مبيعات الأسلحة التقليدية الإيرانية، رغم محاولات إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب السابقة تمديده، لكن القرار لا يزال يحظر حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي عمليات نقل إلا بإذن من مجلس الأمن في حال كانت تعود بالفائدة على قدرات الصواريخ البالستية.
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، قال الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن "إمداد إيران بهذه الأنواع المحددة من الطائرات بدون طيار لروسيا يعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهي مسألة تخص مجلس الأمن الدولي".
بدورهم، سلط المسؤولون الغربيون الضوء على المسيّرات الإيرانية كدليل على أن روسيا، وهي تاريخياً واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، تستنفد ترسانتها، من جراء الخسائر التي تتكبدها في ساحة المعركة.
من جانبها، كشفت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تقول إن المسيّرات الإيرانية أصيبت بأعطال في أحيان كثيرة، وأن روسيا تحولت إلى كوريا الشمالية للحصول على طائرات بعد رفض الصين الدعوات لإرسال أسلحة.
تأتي عمليات نقل الأسلحة المزعومة، في الوقت الذي تواجه فيه إيران ضغوطاً متزايدة بسبب حملة القمع التي تشنها ضد أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات، بعد وفاة الشابة مهسا أميني البالغة 22 عاماً، وهي قيد الاحتجاز لدى "شرطة الأخلاق".
أدت الاضطرابات إلى فرض عقوبات غربية جديدة على إيران وتراجع الجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه دونالد ترامب.