قالت أوكرانيا، الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن روسيا دمرت ما يقرب من ثلث محطات الكهرباء بالبلاد خلال الأسبوع الأخير، بعدما كثفت موسكو حملة قبل الشتاء لضرب البنية التحتية، وهي خطوة يقول الغرب إنها محاولة متعمدة لإحداث اضطرابات وإضعاف الروح المعنوية.
وقصفت موسكو بالصواريخ منشآت لتوليد الطاقة في مدن أوكرانية يقطنها ملايين الأشخاص، مما أسفر أيضاً عن سقوط عدة قتلى. وبينما تقر موسكو باستهداف محطات الطاقة فقط، تقول أوكرانيا إن أضراراً لحقت أيضاً بالبنية التحتية للمياه.
قال كيريلو تيموشينكو، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني في تصريحات تلفزيونية "الوضع حرج حالياً في أنحاء البلاد، المناطق كافة عليها الاستعداد لانقطاعات في الكهرباء والمياه والتدفئة".
ولقي شخص واحد على الأقل حتفه، بعدما دمر صاروخ روسي شقته في مدينة ميكولايف في الجنوب.
قال أولكسندر، وهو صاحب محل زهور في المنطقة تضرر من الهجوم: "ربما يستمتعون (الروس بهذا).. إنهم يستمتعون بإيذائنا"، ووردت أنباء عن سقوط قتيلين في غارة على كييف.
فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تواصل محاولة ترويع المدنيين وقتلهم. وكتب على تويتر "منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2022، جرى تدمير 30% من محطات الطاقة في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاعات واسعة للتيار في أنحاء البلاد".
ووردت أنباء عن انقطاع التيار الكهربائي في مناطق من كييف وأنحاء كثيرة من جيتومير إلى الغرب من العاصمة، وفي دنيبرو التي تقع مثلها مثل ميكولايف في الجنوب، ولكنها بعيدة أيضاً عن خط المواجهة حيث تضغط أوكرانيا على القوات الروسية التي تحتل مناطق الجنوب الشرقي.
وجدد زيلينسكي رفضه للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهمه بانعدام الأخلاق.
وكتب على تطبيق تليغرام: "الدولة الإرهابية لن تحقق شيئاً لنفسها بمثل هذه الأعمال. إنها فقط تؤكد طبيعتها التخريبية والقاتلة، وستُحاسَب بالتأكيد على ذلك".
ويصف بوتين زيلينسكي بأنه دمية في يد واشنطن التي قدمت لكييف مساعدات أمنية تتجاوز قيمتها 17.5 مليار دولار.
ولم ترد حتى الآن أنباء عن عدد ضحايا غارات الثلاثاء، والتي تأتي بعد يوم من قيام روسيا بإطلاق أسراب من الطائرات المسيرة لمهاجمة البنية التحتية في كييف ومدن أخرى، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وتنفي موسكو تعمد استهداف المدنيين. وتقول وزارة الدفاع التي اضطرت قواتها هذا الشهر للتراجع على جبهتين منفصلتين، إن الهجمات تستهدف مواقع عسكرية والبنية التحتية للطاقة في أنحاء أوكرانيا بأسلحة عالية الدقة.
الجنرال هرمجدون
عينت روسيا في وقت سابق من هذا الشهر الجنرال سيرجي سوروفيكين قائداً عاماً لقوات موسكو في أوكرانيا. وسبق أن خدم سوروفيكين في سوريا والشيشان، حيث كانت القوات الروسية تدك المدن ضمن سياسة الأرض المحروقة الوحشية والفعالة في الوقت نفسه ضد خصومها.
وتطلق وسائل الإعلام الروسية على سوروفيكين لقب "الجنرال هرمجدون" بسبب ما يتردد عن قوته. وأعقب تعيينه أكبر موجة من الهجمات الصاروخية ضد أوكرانيا منذ انطلاق الغزو في 24 فبراير/شباط.
يصف بوتين الضربات بأنها تأتي انتقاماً لما يقول إنه هجوم أوكراني على جسر يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014. ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم جراء التفجير الذي لم تعلن أوكرانيا رسمياً مسؤوليتها عنه.
وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي لإذاعة (بي.بي.سي) إن سوروفيكين يتبنى استراتيجية وحشية وعديمة الجدوى.
أضاف هيبي: "الجنرال الجديد الذي يقود العملية الروسية يهدر بعض أنظمة أسلحته الأكثر فاعلية وقيمة ضد أهداف مدنية تبعد مئات الأميال من خط المواجهة".
وتابع بالقول: "إنه يفعل ذلك لإثارة الرعب؛ في محاولة لكسر إرادة الشعب الأوكراني. يمكنني أن أعده بأن ذلك لن يتحقق بالتأكيد".
دمار في المدن
قال رئيس بلدية مدينة جيتومير، التي يبلغ عدد سكانها 263 ألف نسمة، إن هجمات الثلاثاء أدت إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه. وذكر تيموشينكو، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أن انفجارين هزا منشأة للطاقة في مدينة دنيبرو التي يبلغ عدد سكانها قرابة مليون نسمة، مما تسبب في أضرار جسيمة.
وسمع شاهد من رويترز دوي انفجارات وشاهد أعمدة الدخان تتصاعد في العاصمة كييف. وقال مكتب المدعي العام بمدينة كييف إن شخصين قتلا وأصيب آخر في هجوم صاروخي روسي على منشأة لإمدادات الطاقة هناك.
وي ميكولايف، وهو ميناء استراتيجي حاولت روسيا الاستيلاء عليه في وقت سابق من الحرب، قال شاهد من رويترز إنهم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وذكر زيلينسكي "في ميكولايف، دمر العدو مبنى سكنياً بصواريخ إس-300. لقي شخص حتفه. ووقعت أيضاً غارة على سوق الزهور، حديقة الكستناء. أتعجب لماذا يستهدف الإرهابيون الروس هذه المرافق السلمية البحتة".