أمريكا تحذر من وضع الصين جدولاً زمنياً “أسرع” للاستيلاء على تايوان: بكين تتبع نهجاً أكثر عدوانية

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/18 الساعة 07:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/18 الساعة 07:12 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - رويترز

قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن بكين تريد الاستيلاء على تايوان ضمن "جدول زمني أسرع بكثير" من السابق، محذراً من أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، "يتبع نهجاً أكثر عدوانية".

بلينكن الذي كان يتحدث خلال منتدى في جامعة "ستانفورد" مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونوليزا رايس، قال: "رأينا بروز صين مختلفة تماماً في السنوات الأخيرة تحت قيادة شي جين بينغ"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

جاءت تصريحات بلينكن بينما يتهيأ جين بينغ لضمان ولاية ثالثة مدتها 5 سنوات، على رأس أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، مع إلقائه خطاباً تاريخياً خلال مؤتمر الحزب الشيوعي، يوم الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أشاد فيه بعقد من حكمه وجدد تعهده "إعادة التوحيد" مع تايوان أو انتزاعها بالقوة.

بلينكن وجه في حديثه انتقادات لبكين، وقال: "هناك توجّهات قمعية أكثر في الداخل، وعدوانية أكثر في الخارج"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر "يطرح في كثير من الحالات تحدّياً لمصالحنا وقيمنا".

كذلك اتّهم بلينكن جين بينغ بـ"خلق توتر هائل"، من خلال تغيير النهج تجاه تايوان التي تتمتّع بحكم ذاتي، ولم تسيطر عليها بكين مطلقاً، لكنّها تزعم أن الجزيرة أرض تابعة للصين. 

أضاف بلينكن أن الصين اتخذت "قراراً جوهرياً مفاده أن الوضع الراهن لم يعد مقبولاً، وأن بكين مصممة على متابعة عملية إعادة التوحيد في جدول زمني أسرع بكثير"، إلا أنه لم يقدم أي تقدير أو تاريخ دقيق.

سبق أن حذّرت شخصيات عسكرية أمريكية بارزة، من أن الصين وسّعت قواتها العسكرية إلى الحد الذي قد يمكّنها من غزو تايوان في وقت قريب.

أيضاً لطالما قالت الصين إنها تسعى إلى "إعادة التوحيد السلمي" مع تايوان، لكنها تحتفظ بالحق في استخدام القوة للاستيلاء عليها إذا لزم الأمر، خصوصاً إذا أعلنت الجزيرة استقلالها رسمياً.

لكن التصريحات والخطوات تجاه تايوان أصبحت أكثر وضوحاً في عهد جين بينغ، الزعيم الصيني الأكثر حزماً خلال جيل، إذ ربط الاستيلاء على تايوان بحدث "التجديد العظيم للأمة الصينية"، وقال في وقت سابق إن هدف إعادة التوحيد لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية من جيل إلى آخر.

شمل خطاب جين بينغ، يوم الأحد الماضي، مواضيع مماثلة، وقال إن "عجلات التاريخ تتجه نحو إعادة توحيد الصين، ونحن نحتفظ بخيار اتخاذ كل الإجراءات الضرورية" لتحقيق ذلك.

مصالح مشتركة

كان الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في فبراير/شباط 2022، والذي لم تدنه الصين، قد أثار مخاوف من أن تقدم بكين على أمر مماثل ضد سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة.

على الرغم من أن العلاقات بين واشنطن وبكين في أدنى مستوياتها منذ عقد، في ظل إدارتي دونالد ترامب وخلفه جو بايدن، بسبب مجموعة من القضايا من التجارة إلى الأمن وحقوق الإنسان.

إلا أن بلينكن شدّد على وجوب الغوص بشكل أعمق في العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم من أجل مصالح مشتركة، وقال إن العالم "يتوقع بشكل أساسي" أن تعمل القوتان معاً في ملفّات التغيّر المناخي والصحّة العالمية وربّما أيضاً الاتجار بالمخدّرات.

أضاف بلينكن: "نحن نعلم أننا لن نتمكّن من التعامل مع ملف المناخ على النحو اللازم إن لم تكن الصين مشاركة" في الجهود المبذولة، وقال أيضاً إن الصين "عليها أن تستجيب لمطالب بلدان حول العالم بأن تكون لاعباً إيجابياً، وليست لاعباً سلبياً، في قضايا تثير قلق" هذه البلدان.

كذلك شدّد على أن المشكلات العالمية "حلّها سيكون أصعب من دون انخراط الولايات المتحدة والصين".

يُذكر أن الصين قطعت التعاون مع الولايات المتحدة في ملفَي تغير المناخ، والاتجار بالمخدرات في أغسطس/آب 2022، في خطوة احتجاجية على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي لتايوان، والتي شهدت أيضاً إطلاق بكين أكبر مناورات عسكرية حتى الآن في كل أنحاء الجزيرة.

يتوقع أن يلتقي شي نظيره الأمريكي جو بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها بالي الشهر المقبل، في لقاء سيكون الأول بينهما منذ توليهما رئاسة بلديهما.

تحميل المزيد