تخطط إيران لإعداد شحنات من السلاح لنقلها إلى روسيا بشكل يساعدها على تعويض النقص في مخزونها وإعادة بناء خط الذخيرة الموجهة بدقة خلال حربها في أوكرانيا، حسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأحد، 16 أكتوبر/تشرين الأول، عن مصادر استخباراتية.
الصحيفة أشارت إلى أن طهران لم توافق سراً على تزويد موسكو بأسلحة هجومية فقط، بل بصواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع أيضاً لكي تستخدم ضد المدن الأوكرانية ومواقع القوات هناك.
ويأتي الدعم الإيراني وسط ما تقول إدارة الرئيس جو بايدن إنها خسائر كبيرة لدى الجيش الروسي من المعدات منذ بداية الهجوم على أوكرانيا في فبراير/شباط وتراجع الإمدادات من الذخيرة الموجهة بدقة كتلك التي استخدمت في غارات الأسبوع الماضي ضد المدن الأوكرانية.
وفي إشارة إلى تزايد الدور الإيراني كمزود لموسكو، أرسلت طهران مسؤولين في 18 سبتمبر/أيلول لاستكمال شروط شحنات عسكرية إضافية، بما فيها نوعان من صواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع، وذلك حسب مسؤولين أمريكيين ودولة حليفة تقوم برصد النشاطات الإيرانية.
أول صفقة عسكرية
في تقييم أمني تم التشارك فيه بين المخابرات الأمريكية والأوكرانية بالأيام القليلة الماضية أكد استعداد صناعة السلاح الإيرانية لأول شحنة من صواريخ الفاتح- 110 وذو الفقار، الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى، والتي تستطيع ضرب أهداف على بعد 300 و700 كيلومتر على التوالي، وذلك حسب قول مسؤولين على اطّلاع بالأمر، مشيرين إلى أنه لو وصلت الشحنة فستكون أول صفقة عسكرية إيرانية لروسيا منذ بداية الحرب.
وفي وقت سابق، نشرت مؤسسات إعلامية مستقلة صوراً لبقايا مسيرات (درون) إيرانية الصنع استخدمت في ضرب أهداف أوكرانية، إذ أكد مسؤولون في البنتاغون وبتصريحات علنية استخدام المسيرات الإيرانية في الغارات الجوية الروسية وكذا نجاح القوات الأوكرانية بإسقاط بعض هذه المسيرات.
إيران تنفي تزويد روسيا بطائرات مسيرة
في المقابل، قالت إيران، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول، إنها لم تزود روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا.
وخلال مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "الأنباء المنشورة عن تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة لها أطماع سياسية، وتنشرها مصادر غربية. لم نوفر أسلحة لأي طرف من الدولتين المتحاربتين".
في غضون ذلك، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن، اليوم الإثنين، إن عقوبات الاتحاد الأوروبي الإضافية على إيران لن تقتصر على إدراج بعض الأفراد في القائمة السوداء إذا ثبت تورط طهران في حرب روسيا على أوكرانيا.
وأضاف للصحفيين لدى وصوله لحضور اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ "عندها لن يكون الأمر متعلقاً بمعاقبة بعض الأفراد".
وخسرت روسيا أكثر من 6.000 قطعة سلاح منذ بداية الحرب بأوكرانيا وتستخدم الذخيرة بطريقة لا يمكن تحملها، وفقاً لمسؤولين من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية.
ونظراً لعدم قدرتها على الحصول على المواد الإلكترونية بسبب العقوبات، فقد "بدأت روسيا بالبحث عن معدات وإمدادات من دول مثل إيران وكوريا الشمالية" بما في ذلك المدفعية والمسيرات والذخيرة والمقذوفات الصاروخية.