عادت "كنيسة التوحيد" في اليابان إلى الواجهة بعد الكشف عن دوافع محتملة للمتهم بقتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، تتعلق بالكنيسة واستيائه منها بسبب ضغطها على الأعضاء لتقديم تبرعات، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
حيث أمر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بفتح تحقيق رسمي في "كنيسة التوحيد" بعد أن أعاد اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي تسليط الضوء على هذه الطائفة.
يأتي ذلك بعد أن ذكرت تقارير إعلامية يابانية أن ياماغامي يحمّل الكنيسة مسؤولية الصعوبات المالية التي تواجهها عائلته؛ نظراً إلى أن والدته قدمت تبرعات كبيرة لها.
اتهامات تلاحق "كنيسة التوحيد"
الكنسية التي تُعرف رسمياً باسم "اتحاد الأسرة من أجل السلام العالمي والتوحيد" تأسست في كوريا على يد سون ميونغ مون، ولهذا يطلق على أعضائها أحياناً اسم "المونيون".
إذ كان مون على اقتناع بأن دوره هو إكمال المهمة غير المنجزة للمسيح، وهي إعادة البشرية إلى حالة النقاء من الخطايا.
لكن رغم نفي الكنيسة ارتكاب مخالفات، إلا أن أعضاء سابقين فيها انتقدوا ممارساتها بشكل علني، كما أن الكشف عن صلات الكنيسة بكبار السياسيين في البلاد أدى إلى انخفاض ملحوظ في شعبية كيشيدا.
حيث قالت كيكو ناغاوكا وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم للصحفيين، إن كيشيدا "كلفني باستخدام حقنا في فتح تحقيق بحق كنيسة التوحيد"، مضيفة: "سأبدأ على الفور".
من المتوقع أن يتطرق كيشيدا إلى هذا الأمر في وقت لاحق الإثنين، لكن وسائل إعلام محلية قالت إن التحقيق سينظر في ما إذا كانت الكنيسة قد أضرت بالصالح العام أو ارتكبت أعمالاً تتعارض مع وضعها كمنظمة دينية.
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، يمكن أن يؤدي التحقيق إلى صدور أمر بحل الكنيسة، لكن رغم أن قراراً كهذا يمكن أن يفقدها وضعها كمنظمة دينية معفاة من الضرائب إلا أنها ستكون قادرة على الاستمرار في العمل.
إذ سبق أن تم حل طائفتين دينيتين في السابق، وفق وسائل إعلام محلية، واحدة منهما كانت طائفة أوم شينريكيو التي نفذ أعضاء منها هجوماً بغاز السارين عام 1995 داخل مترو طوكيو.
لكن يُقال إن حكومة كيشيدا مترددة بشأن إصدار قرار بحل "كنيسة التوحيد" خشية اتهامها بالتعرض للحريات الدينية.
ما هي "كنيسة التوحيد"؟
يختلف تصنيف "كنيسة التوحيد" بين مؤيديها ومعارضيها، ففي حين تعرّف نفسها عبر موقعها الرسمي بأنها "حركة دينية وجمعية دينية غير ربحية"، يصنفها آخرون بأنها "طائفة دينية خطرة"، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
تأسست الحركة عام 1954 على يد سون ميونغ مون (1920-2012)، باسم "جماعة الروح القدس لتوحيد المسيحيين في العالم"، ولكن تغيّر اسمها مع السنوات لتصير اليوم "اتحاد الأسرة من أجل السلام العالمي والتوحيد"، وتنشط خصوصاً في كوريا الجنوبية، واليابان، والولايات المتحدة. وتلقّب الجماعة باسم "مونيز" نسبة إلى الكلمة الإنجليزية المستخدمة لوصف أتباع مون.
بحسب موسوعة بريتانيكا، يؤمن أتباع الحركة بأن الخالق أراد للإنسان اختبار سعادة الحب. لكن آدم وحواء فشلا في تحقيق ذلك الهدف، فساد الحب الأناني الأرض. أراد الخالق ترميم ما تخرّب، بإرساله مخلّصين كثراً للبشرية، من بينهم المسيح الذي لم يستطع إكمال مهمته؛ لأنه لم يتزوج.
بحسب معتقدات "كنيسة التوحيد"، فإن مون هو "المسيح الجديد" الذي سيكمل المهمة، لأنه تزوّج وأسس عائلة مثالية. وبالنسبة لأتباعها، يعدّ مون "الأب الحقيقي"، وزوجته هاك جا هان، "الأم الحقيقية".
يرى المؤمنون بعقيدة مون، أنهم قادرون على إرساء ملكوت الله على الأرض من خلال "النعمة" أو الزواج، ولذلك يحتفلون بأعراس جماعية، كانت تضم عشرات الآلاف في بعض الأحيان، حين بلغت الحركة ذروة شعبيتها في الثمانينيات.
تقول الحركة إنها تضم ثلاثة ملايين عضو، ولكنّ المختصين يعتقدون أن الأرقام أقلّ من ذلك بكثير.