يكثف الاتحاد الأوروبي من دعمه العسكري لأوكرانيا، مع إطلاقه الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022 مهمة لتدريب 15 ألف جندي أوكراني على أراضيه، وتخصيص تمويل جديد قدره 500 مليون يورو لإمداد كييف بالأسلحة، التي ستمكنها من مواجهة القوات الروسية.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مسؤول أوروبي قوله "إنها سابقة كبرى بالنسبة للاتحاد الأوروبي"، مؤكداً "لم نقم من قبل بمهمة بهذا الحجم".
نقلت الوكالة أيضاً عن مصادر دبلوماسية قولها إن وزراء خارجية الدول الـ27 بالاتحاد الأوروبي، سيصادقون على القرارين، اليوم الإثنين، خلال اجتماع في لوكسمبورغ، على أن تبدأ المهمة العمل فوراً.
ستجري عدة مهمات تدريب في عدة دول أعضاء ولا سيما في ألمانيا وفرنسا، حيث يتم تدريب عسكريين أوكرانيين على استخدام مدافع وقاذفات صواريخ ودفاعات جوية أرسلها الأوروبيون لأوكرانيا.
وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، أعلن السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022 أن فرنسا ستدرب "ما يصل إلى ألفي جندي أوكراني" على أرضها، وأوضح أن الهدف هو تأمين "تدريب عام" على القتال، وتلبية "الحاجات المحددة التي ذكرها الأوكرانيون مثل اللوجستية" وتدريبهم "على المعدات التي أرسلت لهم".
يمكن أن تستفيد مهمات التدريب هذه من التمويل الذي خصصه "المرفق الأوروبي من أجل السلام"، وهو الصندوق الذي أنشئ خارج الميزانية الأوروبية لتقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا.
دعم بقيمة 3 مليارات يورو
مصدر أوروبي أشار في تصريح للوكالة الفرنسية، إلى أن الهدف الإجمالي تقديم "تدريب أساسي" لـ12 ألف جندي أوكراني و"تدريبات متخصصة" لـ2800 جندي آخر.
يأتي هذا فيما أعربت رئاسة أركان القوات المسلحة الأوكرانية عن حاجات متعددة تتراوح بين المدفعية ووحدات الهندسة والرادارات.
ستستكمل المهمة الأوروبية التدريبات التي نظمها البريطانيون والأمريكيون، وسيقام مركز المهمة في بولندا، لأنها "بوابة الخروج وبوابة العودة للأوكرانيين"، أما ألمانيا فتعتزم تدريب لواء أوكراني.
أيضاً من المقرر تخصيص ما بين 50 و60 مليون يورو في السنة لمرحلة إطلاق المهمة، وسيتم الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022 تأكيد هذه الميزانية.
ومع إقرار تمويل جديد للمرفق الأوروبي من أجل السلام بقيمة 500 مليون يورو لتأمين أسلحة، سيرتفع المجهود الأوروبي إلى ثلاثة مليارات يورو "تضاف إليها المساهمات الثنائية، وهي أكبر بكثير"، وقال موظف أوروبي كبير إن "الميزانية لسبع سنوات أنفقت خلال سبعة أشهر".
تبلغ مخصصات الصندوق 5.7 مليار يورو، وسيتحتم على الأوروبيين إعادة تمويله، والجهات المساهمة الكبرى فيه هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
من المقرر أيضاً أن يشارك وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في اجتماع لوكسمبورغ عبر الفيديو، ومن المتوقع أن تؤكد له فرنسا تسليم أوكرانيا ستة مدافع "سيزار" جديدة تضاف إلى 18 مدفعاً تم إرسالها من قبل، ومدافع من عيار 155 وقاذفات صواريخ وراجمات صواريخ ودفاعات جوية من طراز "كروتال" لمواجهة الطائرات المسيرة التي تستخدمها القوات الروسية، كما أعلنت ألمانيا وإسبانيا تقديم مضادات جوية.
يأتي هذا بينما أصبحت الطائرات المسيرة عنصراً أساسياً في النزاع في أوكرانيا، واتهمت كييف وعدد من حلفائها الغربيين في الآونة الأخيرة موسكو باستخدام مسيّرات إيرانية الصنع لاستهداف مناطق أوكرانية.
في هذا الصدد، أعلنت الرئاسة الأوكرانية، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022 استخدام "طائرات مسيرة انتحارية" في هجمات استهدفت وسط كييف في الصباح وترافقت مع دوي انفجارات شديدة.
من جهتها، تنفي إيران تزويد روسيا بأسلحة "للاستخدام في حرب أوكرانيا"، مؤكدة موقفها بعدم مساندة طرف ضد آخر في هذا النزاع، وفق قولها.