أعلن "التيار الصدري"، السبت، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن رفضه المشاركة في الحكومة المقبلة بالعراق، وذلك بعد يومين من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة، بعد أزمة سياسية طويلة.
جاء ذلك بحسب ما أكده المقرّب من زعيم التيار، مقتدى الصدر، محمد صالح العراقي، في بيان نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
صالح أشار في البيان إلى وجود "مساعٍ لا تخفى لإرضاء التيار وإسكات صوت الوطن"، في إشارة إلى تصريحات إعلامية وخبراء يتحدثون عن إمكانية اقتراح مناصب وزارية على التيار الصدري.
وأضاف أنه "في خضم تشكيل حكومة ائتلافية تبعية ميليشياوية مجربة، لم ولن تلبّي طموح الشعب (…) بعد أن أُفشلت مساعي تشكيل حكومة أغلبية وطنية، نشدد على رفضنا القاطع والواضح والصريح لاشتراك أي من التابعين لنا في هذه التشكيلة الحكومية، التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة، أو التابعة للفاسدين وسلطتهم".
اعتبر صالح أن "كل من يشترك في وزاراتها معهم ظلماً وعدواناً وعصياناً لأي سبب كان، فهو لا يمثلنا على الإطلاق، بل نبرأ منه إلى يوم الدين، ويُعتبر مطروداً فوراً عنّا (آل الصدر)".
يأتي هذا بعدما انتخب البرلمان العراقي، الخميس، 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022 مرشح التسوية عبد اللطيف رشيد (78 عاماً) رئيساً للجمهورية، الذي بدوره كلّف محمد شياع السوداني (52 عاماً)، بتشكيل حكومة جديدة للبلاد.
رُشّح السوداني لهذا المنصب من قبل الإطار التنسيقي، الذي يضمّ كتلاً عدّة، من بينها "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران.
يسعى الإطار الذي يملك أكبر عدد من النواب في البرلمان إلى تسريع العملية السياسية بعد عام من الشلل والانقسام، لكن التيار الصدري، الذي يملك زعيمه قدرة تعبئة عشرات الآلاف من المناصرين بتغريدة واحدة، أكّد موقفه الرافض لهذا المرشّح والحكومة المقبلة.
أمام المكلّف الجديد 30 يوماً منذ يوم تكليفه لطرح التشكيلة الحكومية الجديدة، وأعرب السوداني في كلمة له، يوم الخميس، 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن استعداده "التامَّ للتعاونِ مع جميعِ القوى السياسية والمكونات المجتمعية، سواء المُمثَّلة في مجلسِ النوابِ أو الماثلة في الفضاءِ الوطني".
شكّل ترشيح الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني في الصيف، شرارة أشعلت التوتر بين الإطار والتيار الصدري، الذي اعتصم مناصروه أمام البرلمان نحو شهر.
بلغ هذا التوتر ذروته في 29 أغسطس/آب 2022، حين قُتل 30 من مناصريه في اشتباكات داخل المنطقة الخضراء مع قوات من الجيش والحشد الشعبي، وهي فصائل مسلحة شيعية موالية لإيران ومنضوية في أجهزة الدولة.
تُعد الرئاسة منصباً شرفياً إلى حد كبير في العراق، ولكن انتخاب رئيس جديد يمثل خطوة رئيسية في العملية السياسية؛ حيث إن الرئيس يدعو مرشح أكبر كتلة برلمانية لتشكيل حكومة.
بموجب نظام لتقاسم السلطة يستهدف تفادي نشوب صراع طائفي يكون رئيس العراق كردياً، ورئيس وزرائه شيعياً، ورئيس البرلمان سنياً.