قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن "الاتفاق النووي الإيراني ليس محور تركيزنا في الوقت الحالي، وبدلاً من ذلك نهتم بدعم المحتجين في إيران".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي: "الإيرانيون أوضحوا بشدةٍ أن هذه ليست صفقة كانوا مستعدين لإبرامها، وبالتالي لا تبدو وشيكة"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وأضاف المتحدث أن "مطالب إيران غير واقعية"، وتابع: "لا شيء سمعناه في الأسابيع الأخيرة يشير إلى أنهم غيّروا موقفهم".
وأكد أن "تركيز الإدارة الحالي ينصب على الشجاعة اللافتة التي يُظهرها الشعب الإيراني من خلال مظاهراته السلمية، وممارسته لحقه العالمي في حرية التجمع وحرية التعبير".
اختتم برايس قائلاً: "ينصب تركيزنا الآن على تسليط الضوء على شجاعتهم ودعمهم بالطرق الممكنة".
احتجاجات مستمرة رغم القمع
وأظهرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي أن الإيرانيين واصلوا الاحتجاجات المناهضة للحكومة الأربعاء، على الرغم من تزايد قتلى حملة القمع التي تنفذها الحكومة، فيما وصف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، المظاهرات بأنها "أعمال شغب متفرقة" خطط لها أعداء إيران.
وتحولت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، إثر احتجاز شرطة الأخلاق الإيرانية لها في 16 سبتمبر/أيلول 2022، إلى واحدة من حركات التحدي الأجرأ التي تواجه القيادة الدينية منذ ثورة 1979.
وأظهر مقطع مصور تجمعاً من مئة شخص على الأقل أغلقوا طريقاً في وسط طهران، وهتف المشاركون: "بالمدفع أو الدبابة أو الألعاب النارية، يجب أن يسقط الملالي". وأظهر مقطع مصور آخَر عشرات من رجال شرطة مكافحة الشغب منتشرين في أحد شوارع طهران حيث يشتعل حريق.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إطلاق الغاز المسيل للدموع خلال احتجاج أمام نقابة المحامين في طهران، حيث هتف المتظاهرون الذين بدا أنهم بالعشرات: "النساء، حرية الحياة".
في حركة منسقة على ما يبدو، دعت مجموعات ناشطةٌ المحتجين إلى التجمع من وقت مبكر بعد الظهر، في كسر لنمط المظاهرات الليلية السائد منذ بدء الاضطرابات التي تجتاح إيران منذ ما يقرب من أربعة أسابيع.
في حين لا يعتقد المراقبون أن الاحتجاجات على وشك الإطاحة بالحكومة- إذ صمدت السلطات في مواجهة ستة أشهر من الاحتجاجات في عام 2009 على انتخابات متنازع على نتائجها- فقد أبرزت الاضطرابات خيبة الأمل المكبوتة بشأن الحريات والحقوق.
ولامست وفاة أميني وتراً حساساً، مما أدى إلى نزول أعداد كبيرة من الإيرانيين إلى الشوارع، حيث عبّر المحتجون عن غضبهم من القسوة الشديدة لشرطة الأخلاق، وقالوا إنه كان من الممكن أن تكون والدة أو شقيقة أو ابنة أي شخصٍ مكان الضحية.
وشارك حساب (تصوير1500) على تويتر، والذي يحظى بمتابعة على نطاق واسع، ما قال إنه مقطع مصور يظهر شرطة الأخلاق في طهران وهي تلقي القبض على امرأة بسبب حجابها. ويمكن سماع صوت امرأة تصرخ: "اتركوها وشأنها!".
فيما قالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من النرويج مقراً لها، إن عدد القتلى ارتفع إلى 201 على الأقل، من المدنيين خلال الاضطرابات، بينهم 23 قاصراً. وقدّر التقرير السابق للمنظمة الصادر في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، عدد القتلى بنحو 185 شخصاً.
وقالت السلطات إن نحو 20 فرداً من قوات الأمن قُتلوا. وتقول إيران إن خصومها، ومن بينهم الولايات المتحدة، يقفون وراء إثارة الاضطرابات.