أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في القدس إضراباً شاملاً في القدس، الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في استجابة لنداء أهالي مخيم شعفاط، الذين يعانون من الاقتحامات وتنكيل الاحتلال منذ السبت، بحثاً عن منفذ عملية أسفرت عن مقتل جندية وإصابة آخر.
بحسب بيان للقوى الوطنية، يشمل الإضراب كل مناحي الحياة بما فيها المواصلات العامة والمدارس، فيما دعت القوى الفلسطينيين للتظاهر عند حواجز الاحتلال رفضاً لحصار مخيم شعفاط.
كان أهالي مخيم شعفاط للاجئين قد أعلنوا، مساء الثلاثاء، البدء بعصيان مدني مفتوح، احتجاجاً على إغلاق المخيم ومنعهم من الوصول لباقي أحياء المدينة، مع استمرار الاقتحامات والتنكيل منذ السبت.
بحسب بيان أصدره أهالي المخيم بعد اجتماع عام، فإن العصيان يتضمن تعطيل كافة مدارس المخيم، وإغلاق المحلات التجارية الأربعاء، وعدم خروج العمال للعمل ابتداء من غد "كعنوان للكرامة".
يشمل العصيان المدني كذلك منع استعمال السيارات بعد الساعة العاشرة مساء إلا للحالات الطارئة.
كما دعا أهالي شعفاط في البيان "مدارس القدس للإضراب والإغلاق ومطالبة لجان أولياء الأمور في مدينة القدس بوقفة احتجاجية بعد حاجز مخيم شعفاط الساعة العاشرة صباح الأربعاء".
بعد الاجتماع خرج الشبان في مظاهرة حاشدة نحو الحاجز الذي يفصلهم عن مدينة القدس، فيما واجهتهم قوات الاحتلال بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وتشهد أحياء مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس المحتلة لليوم الثالث على التوالي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي تواصل بحثها عن منفذ هجوم حاجز شعفاط الذي أسفر عن مقتل جندية وإصابة 3 آخرين، قبل يومين.
قال شهود عيان إن قوات إسرائيلية كبيرة تكرر اقتحام ضواحي المخيم وبعض شوارعه، وتدهم منازل ومحال تجارية فيه، وتصادر كاميرات للمراقبة.
كانت قوات الاحتلال دهمت مساء الإثنين منزل عائلة منفذ الهجوم الواقع في إحدى ضواحي المخيم وأخذت قياساته، تمهيداً لاتخاذ قرار بهدم المنزل.
ويحتجز جنود الاحتلال قرابة 130 ألف مقدسي يقطنون في تلك الأحياء كرهائن بحجة البحث عن مطلوبين، وتحولت تلك الأحياء إلى ساحة حقيقية للحرب، حيث شرع جنود الاحتلال بتفتيش عشرات المنازل واستهداف المواطنين وإطلاق قنابل الغاز، وقنابل الصوت، والأعيرة "المطاطية" تجاه المواطنين ومنازلهم.
إغلاق طرق واعتداءات
في الضفة الغربية، أغلق مستوطنون، مساء الثلاثاء، طرقاً ورشقوا مركبات بالحجارة؛ احتجاجاً على مقتل جندي إسرائيلي قرب نابلس.
وقال شهود عيان، للأناضول، إن عشرات المستوطنين أغلقوا مدخل مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة، ورشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة؛ مما أدى لإصابة عدد منها بأضرار.
وفي محيط نابلس، أغلق المستوطنون شارع حوارة، وشارع نابلس قلقيلية ومنعوا المركبات الفلسطينية من المرور، ورشقوا عدداً منها بالحجارة ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
كما أغلق المستوطنون طرقاً في الأغوار الشمالية شمال شرقي الضفة، وفي محافظتي بيت لحم والخليل جنوب الضفة.
بدورها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن مواطناً أصيب بحجر في رأسه، جراء اعتداء المستوطنين على مركبته قرب قرية اللبن الشرقية، جنوب نابلس.
وأفادت بأن "المصاب تلقى الإسعافات الأولية داخل صيدلية في القرية".
كما اندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي على مدخل بلدة بيتا جنوبي نابلس.
قال شهود عيان إن مواجهات عنيفة اندلعت بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي عقب إغلاقه المدخل الرئيس للبلدة.
وأوضح الشهود أن الجيش استخدم الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع.
في وقت سابق الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أن أحد جنوده قتل بإطلاق نار قرب مستوطنة شمالي الضفة الغربية، في عملية تبنتها مجموعة "عرين الأسود"، معلنة أنها بدأت سلسلة عمليات "أيام الغضب"، رداً على اقتحامات المسجد الأقصى.
فيما قال شهود عيان إن إطلاق النار استهدف مجموعة من جنود الاحتلال بالتزامن مع انطلاق مسيرة ينظمها المستوطنون، احتفالاً بما يسمى "عيد العُرش" اليهودي.
وقد تبنت مجموعة فلسطينية مسلحة تسمى "عرين الأسود" مسؤوليتها عن إطلاق النار، وقالت- في بيان- إنها بدأت سلسلة عمليات "أيام الغضب".
أضافت المجموعة: "نفذت مجموعة من مقاتلينا الأبطال عملية نوعية بالقرب من مُغتصبة شافي شومرون، محققة إصابات أكيدة وبالغة في صفوف العدو، وانسحب المجاهدون بسلام".
اقتحامات الأقصى
يأتي ذلك بعد أن تجددت الثلاثاء اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين بشكل مكثف بمناسبة ما يسمى "عيد العُرش" اليهودي.
حيث قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان أرسلت نسخة منه للأناضول، إن "1032 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات صباح الثلاثاء"، وأضافت أن "مجموعة من المتطرفين قامت برقصات استفزازية أثناء خروجها من المسجد".
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة في بيان "دعوات الجماعات الاستيطانية وما تسمى منظمات الهيكل المزعوم لتوسيع دائرة المشاركة في تلك الاقتحامات".
وقالت إن ما يجري من "استباحة يومية غير قانونية للأقصى محاولة وتخطيط إسرائيلي متواصل لفرض السيطرة عليه وتكريس تقسيمه الزماني عن طريق تقسيمه مكانياً، إن لم يكن هدمه بالكامل وبناء الهيكل المزعوم مكانه".
كما حمّلت فلسطين الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الاقتحامات، وما تتعرض له القدس من انتهاكات ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اقتحام الأقصى وحذرت من "حرب دينية".
وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم في بيان، إن "تصاعد الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك يؤكد إصرار الاحتلال على إشعال حرب دينية في كل المنطقة".
ودعت جماعات يمينية إسرائيلية لتكثيف الاقتحامات للمسجد بمناسبة عيد "العرش" اليهودي، الذي بدأ الإثنين ويستمر أسبوعاً.
منذ عام 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام المسجد دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، التي تطالب بوقف الاقتحامات.