كتب مجموعة من أئمة المسلمين في القدس خطاباً إلى الملك البريطاني تشارلز الثالث، أعربوا فيه عن "قلقهم العميق" إزاء نية رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، نقل سفارة لندن من موقعها الحالي في تل أبيب إلى القدس، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
ففي اجتماع مع نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2022، قالت تراس إنها تفكر في نقل السفارة إلى القدس، وأعلنت بعدها أنها ستطلق دراسة لهذه القضية.
من جانبه، أدان بيان موجه إلى الملك البريطاني الجديد، كتبه أئمة في جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف الإسلامية، وهي هيئة فلسطينية أردنية تدير شؤون المسجد الأقصى في القدس المحتلة، ومفتى القدس الحالي، الشيخ محمد حسين، والسابق الشيخ عكرمة صبري، خطوة نقل السفارة المحتملة.
جاء في هذا الخطاب المشترك أن "القدس كانت- ولا تزال- نموذجاً رائعاً للتعايش والسلام بين طوائفها الدينية منذ قرون".
أضاف البيان: "المجتمع الدولي، الذي تعد المملكة المتحدة جزءاً منه، يعترف بتفاهمات (الوضع الراهن) التاريخية والقانونية منذ عام 1852".
وذكر الخطاب أن هذا الوضع الخاص لحماية حقوق الأديان المختلفة استمر حتى عام 1967 "حين بدأت إسرائيل في فرض العديد من الإجراءات أحادية الجانب لصالح هوية مجتمعها اليهودي".
وأوضح أن المجتمع الدولي، عن طريق عدة قرارات أممية، رفض الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، ودعا إلى الحفاظ على حالة الوضع الراهن التي كان معمولاً بها قبل عام 1967.
كتبوا في خطابهم: "نعارض نقل السفارة البريطانية إلى القدس، لأننا نعتبر ذلك رسالة للعالم بأن المملكة المتحدة، خلافاً للقانون الدولي والوضع الراهن، تقبل استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي أحادي الجانب وضم القدس الشرقية وإجراءات التهويد الإسرائيلية غير القانونية في المدينة المقدسة".
كما أشار البيان إلى أن هذه الخطوة تقوض حل الدولتين وتؤجج الصراع الديني حول "وضع القدس غير المستقر بالفعل".
ورداً على الخطاب، قال متحدث باسم الملك تشارلز إن هذه "مسألة تخص حكومة المملكة المتحدة".
يُشار إلى أن الملك تشارلز الثالث سبق أن زار القدس وهو أمير لويلز عام 2020، وأعرب عن تعاطفه مع الفلسطينيين وتمنَّى لهم "الحرية والعدالة والمساواة" في المستقبل. وهو معروف أيضاً بإعجابه ومعرفته العميقة بالتاريخ الإسلامي.
رفض بين بعض الوزراء
وقد أعرب وزير الخارجية البريطاني السابق، وليام هيغ، عن رفضه نقل سفارة المملكة المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وحذَّر ليز تراس من هذه الخطوة وما تدل عليه من دعم حكومتها لدونالد ترامب.
كتب هيغ، وهو أيضاً زعيم سابق لحزب المحافظين، في صحيفة The Times، الإثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول: "لا تنقلوا السفارة البريطانية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس".
قال هيغ موجهاً خطابه لتراس: "هذا القرار سيكون انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن من أحد أعضائه الدائمين، وانتهاك لالتزام راسخ بالعمل على دولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وإشارة إلى أن بريطانيا تتبع في سياستها الخارجية دونالد ترامب وثلاث دول صغيرة عوضاً عن بقية العالم".
ولا يزال هيغ من الشخصيات التي تحظى باحترام كبير، وتصريحه سيشجع أعضاء آخرين في حزب المحافظين على اتخاذ خطوة مماثلة، وهذا يزيد من احتمالية نشوب تمرد جديد داخل الحزب على تراس المثقلة بالأزمات، إذا مضت قدماً في دراستها لنقل السفارة.
يُشار إلى أن الدول الثلاث الوحيدة التي لديها سفارات في القدس وعضو بالأمم المتحدة هي: غواتيمالا وهندوراس والسلفادور.