أعرب رئيس "أساقفة كانتربري" في المملكة المتحدة جاستن ويلبي في مداخلة نادرة له لموقع ميدل إيست آي البريطاني عن قلقه بشأن احتمال نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس المحتلة قبل التوصل إلى ما سماه تسوية للصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، حسب ما نشره موقع Middle east Eye البريطاني.
ويلبي أشار إلى أن نقل السفارة إلى القدس سيعكس الموقف البريطاني القديم؛ حيث حافظت المملكة المتحدة منذ فترة طويلة على سفارتها في تل أبيب كجزء من سياسة طويلة الأمد مفادها أن الوضع النهائي في الأراضي الفلسطينية يجب أن يتقرر بعد المفاوضات.
كما أضاف الموقع البريطاني أنه إذا تم نقل السفارة البريطانية للقدس، فسوف تسير رئيسة الوزراء تروس على خُطى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قام كما وصفته بتحدٍّ للقانون الدولي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهي خطوة اعتبرت اعترافاً رسمياً بسيادة إسرائيل على المدينة المقدسة.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس أبلغت نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول الماضي، بأنها تدرس نقل سفارة بلدها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، فيما أعرب رئيس أساقفة كانتربري عن قلقه، بعد أن أرسل زعيم الكنيسة الكاثوليكية الكاردينال فينسينت نيكولز إلى رئيسة الوزراء تروس يحذرها من هذه الخطوة، إذ قال: "نقل سفارة المملكة المتحدة من شأنه أن يضر بشكل خطير بأي إمكانية لتحقيق سلام دائم في المنطقة ويضر بالسمعة الدولية للمملكة المتحدة"، وأضاف الكاردينال أن البابا فرنسيس وقادة الكنائس في الأراضي الفلسطينية المحتلة "طالبوا منذ فترة طويلة بالتمسك بالوضع الدولي الراهن بشأن القدس وفقاً لقرارات الأمم المتحدة".
وبالتزامن كما كتب المجلس الإسلامي في بريطانيا إلى تروس، قائلاً إن هذه الخطوة ستمثل "شرعية الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية"، محذراً من أن هذه الخطوة ستضر "بسمعة بريطانيا الدولية".
فيما قال كل من حزب العمل والديمقراطي الليبرالي والأحزاب الوطنية الأسكتلندية لموقع Middle East Eye إنهم يعارضون هذه الخطوة وسوف يقومون بحملة ضدها.
نقل سفارة بريطانيا إلى القدس
وفي وقت سابق قال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، إنها أبلغت نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد، أنها تراجع موقع السفارة البريطانية في إسرائيل، بينما عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن امتنانه لها.
تقع السفارة البريطانية بإسرائيل في تل أبيب؛ حيث توجد سفارات لمعظم الدول الأخرى. والتقى الزعيمان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
فيما قال لابيد، في تغريدة له على تويتر، إنه يشكر "الصديقة العزيزة" (تراس) على الاهتمام بنقل السفارة البريطانية إلى القدس.
كان رئيس الحكومة الإسرائيلية التقى تراس على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقال إنهما ناقشا تعميق العلاقات في مجالات التجارة والابتكار والأمن.
كما وصف لابيد نظيرته البريطانية، ليز تراس، بصديق حقيقي لإسرائيل، مشيراً إلى أنهما سيجعلان التحالف بين المملكة المتحدة وإسرائيل أقوى. وكانت صحيفة التلغراف البريطانية نقلت عن المتحدثة باسم الحكومة، أن تراس تراجع موقع السفارة الحالي في تل أبيب.
بينما كانت ليز تراس قدمت تعهداً في أثناء توليها الخارجية بمراجعة موقع السفارة، وذلك في رسالة إلى "أصدقاء إسرائيل" من حزب المحافظين خلال منافستها على قيادة الحزب.
في أول رد فعل فلسطيني على إعلان بريطانيا، وصف نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، صبري صيدم، تصريحات ليز تراس بشأن نيتها نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس بأنها "مصيبة بامتياز".
طالب صيدم، الحكومة البريطانية بالتروي وإعادة النظر في هذا الموقف، مشيراً إلى أن القضية ليست "ارتجالاً سياسياً وإنما قضية تقرير مصير شعب"، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".