بعث السفراء العرب في بريطانيا برسالة إلى رئيسة الوزراء ليز تراس يطالبون بمنع نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.
وجاءت رسالة السفراء ضمن الحملة التي أطلقتها وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطينية للتأكيد على رفضهم لهذه الخطوة "غير القانونية وغير الحكيمة".
صحيفة The Guardian البريطانية ذكرت أن بعض الدبلوماسيين العرب حذروا من أن خطة تراس قد تعرّض للخطر المحادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ومجلس التعاون الخليجي المقرر استكمالها هذا العام.
الصحيفة أوضحت أيضا أن الخطة مرفوضة من الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، وتلك التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل عام 2020.
يأتي ذلك في الوقت الذي أخبرت فيه رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة نظيرها الإسرائيلي، يائير لابيد، بأن مكتبها سيراجع نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وتعليقاً على الرسالة، قال السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن فلسطين ومجلس السفراء العرب يخوضون حملة مكثفة في بريطانيا على كافة المستويات لممارسة أقصى قدر من الضغط على الحكومة البريطانية، وعلى رئيسة الوزراء لعدم نقل السفارة البريطانية إلى القدس المحتلة.
ويوم الثلاثاء أكتوبر/تشرين الأول 2022، تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022 مقطع فيديو لرئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس أثناء احتفال لها مع نواب بريطانيين وهي تتحدث عن دعمها لإسرائيل.
ليز تراس، حسبما وثق مقطع فيديو من الحفل الذي نظمته لـ"أصدقاء إسرائيل المحافظين"، وهي مجموعة برلمانية تابعة لحزب المحافظين البريطاني وذلك خلال المؤتمر السنوي للحزب الحاكم في برمنغهام، قالت نصاً: "أنا صهيونية وداعمة كبيرة لإسرائيل"، مشيرة كذلك إلى أنها ستسعى إلى زيادة قوة ومتانة العلاقة بين المملكة المتحدة وإسرائيل.
وقبل ثلاثة أيام كشف موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) عن مذكرة من مجموعة "أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين" تحرض الحكومة البريطانية على نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وتفيد المذكرة التي أُرسلت إلى أعضاء البرلمان المحافظين المؤيدين لإسرائيل بأن بريطانيا "تمتلك بالفعل أرضاً للسفارة في القدس".
ولبريطانيا سفارة في تل أبيب مسؤولة عن العلاقات مع الإسرائيليين، وقنصلية عامة في القدس الشرقية مسؤولة عن العلاقات مع الفلسطينيين.
وتمتنع الغالبية العظمى من دول العالم عن نقل سفاراتها إلى القدس، نظراً لعدم اعترافها بشرعية الاحتلال الإسرائيلي لشقها الشرقي الذي تم عام 1967. ولكن الولايات المتحدة الأمريكية نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس في عام 2018، ثم تبعتها هندوراس وغواتيمالا وكوسفو.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت لاحقاً ضمها إلى إسرائيل وتوحيدها مع الجزء الغربي، معتبرةً إياها "عاصمة موحدة وأبدية لها"، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.
- هذا الموضوع مترجم عن منظمة The Middle East Monitor البريطاني.