قال البيت الأبيض إن تحذير جو بايدن من "هرمجدون" (أو حرب نهاية الزمان)، في حال استخدام روسيا لسلاحٍ نووي في أوكرانيا، لا يستند إلى أي معلومات استخباراتية جديدة تُشير إلى أن هذا الاستخدام النووي بات وشيكاً.
إذ تحدث بايدن عن المواجهة الحالية مع روسيا في أوكرانيا، التي يُهدد خلالها فلاديمير بوتين باستخدام كافة الوسائل المتاحة للدفاع عن روسيا والأراضي التي صادرتها في أوكرانيا. حيث وصف بايدن هذه المواجهة بأنها أخطر لحظةٍ نووية منذ أزمة الصواريخ الكوبية قبل نحو 60 عاماً، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية في تقريرها الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
بايدن يرد على تهديدات بوتين
مثّلت هذه التصريحات خروجاً عن نبرة بايدن الحذرة عادةً في الرد على تهديدات بوتين. لكن كارين جان-بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قالت الجمعة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن هذه التصريحات لا تعكس وصول أي معلومات استخباراتية جديدة من أوكرانيا. ونفت المتحدثة وجود أي معلومات تفيد بأن روسيا تستعد لاستخدام أي أسلحة نووية "في القريب العاجل".
أوضحت كارين: "تحدث الرئيس عن قلقه من تهديدات بوتين باستخدام أسلحة نووية. ولا نرى سبباً يدعو لتعديل وضعنا النووي الاستراتيجي، وليست لدينا أي مؤشرات على استعداد روسي لاستخدام الأسلحة النووية في القريب العاجل".
ماكرون يرفض "الخيال السياسي"!
بينما توخّى قادة أوروبا الحذر في تعليقهم على المفردات القوية التي استخدمها بايدن. فيما جاء رد إيمانويل ماكرون انتقادياً عندما سُئِلَ عن القضية، حيث قال إنه لا يود الاستغراق في الخيال السياسي: "يجب أن نتحلى بالحصافة عند التعليق على مثل هذه المسائل".
كذلك وبسؤالها عما إذا كانت تشارك بايدن وجهة نظره، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "نأخذ تهديدات الرئيس بوتين بكل جدية. لكننا لن نتعرض للابتزاز بكلماته في الوقت ذاته. ولدينا موقفنا الواضح حول كيفية المضي قدماً".
كما تحدثت أورسولا بعد يومٍ واحد من لقاء زعماء 44 دولة أوروبية في براغ لمناقشة الحرب الأوكرانية.
في الوقت نفسه قال شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، إن هذا الاجتماع كشف عن عزمٍ قوي على دعم أوكرانيا "وصلابة في إدانتنا لروسيا. نتعامل مع هذا التهديد وكل تهديدات التصعيد بكل جدية.. لكننا لن نشعر بالتخويف في مواجهتها".
كما تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى شبكة BBC البريطانية قائلاً إنه لا يعتقد أن الكرملين على استعداد لاستخدام الأسلحة النووية، لكنه بدأ يُعد الشعب الروسي لمثل هذه الاحتمالية.
أردف: "هذا أمرٌ بالغ الخطورة. وأعتقد أن مجرد الحديث عن الأمر يُعتبر تصرفاً خطيراً". ولم يتضح ما إذا كان بايدن يتحدث بأريحية لمجرد وجوده في حدث جمع تبرعات حزبي خاص، رغم حضور بعض الصحفيين، أم كان يقصد أن يبعث برسالة ردعٍ إلى بوتين.
اندلاع أزمة نووية
في حين كتب جيمس أكتون، مدير برنامج السياسة النووية في مؤسسة Carnegie Endowment for International Peace، على تويتر: "لا أعتقد أن تعليقات بايدن كانت مجرد ثرثرةٍ فارغة. إذ سيكون المسؤول عن سلامة مئات الملايين من الناس في حال اندلاع أزمة نووية فعلية. وأعتقد أن تصريحاته تخبرنا بما يركز عليه الآن".
أوضح أكتون أنه من الخطأ افتراض أن فكرة التهديد بالإبادة هي مجرد آثار من زمن الحرب الباردة، أو أن احتمالية استخدام روسيا لأسلحة تكتيكية في أوكرانيا تعني إمكانية احتواء هذه النوعية من التصعيد، في حال لجأ بوتين لاستخدام النووي.
كما أردف أكتون: "لست شخصاً يؤمن بأنه لا مفر من التصعيد في الحرب النووية، لكنني لست أكبر المتفائلين حيال فرص إدارتها. إذ ليست لدينا أدنى خبرة في طريقة إدارة التصعيد النووي ضد دولةٍ نووية، ولهذا لا يوجد ما يدعو للثقة".