المجر تجند مئات المواطنين لـ”اصطياد” المهاجرين على الحدود.. تستهدف منع أي لاجئ من دخول البلاد

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/08 الساعة 15:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/08 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
سيول من المهاجرين السوريين والآسيويين يقطعون غابات سلوفينيا إلى الدول الأوروبية 2015/ جيتي

قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته، الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022 إن السلطات المجرية بدأت في تشكيل مجموعات جديدة من المواطنين تستهدف بعد تدريبها على يد الشرطة، منع دخول أي مهاجر إلى داخل البلاد.

التقرير قال كذلك إنه في صباحٍ خريفي منعش ببلدة نيرباتور المجرية الصغيرة، على بعد 257 كيلومتراً شرق بودابست، وقفت مجموعةٌ من المجريين المستجدين في صف واحد خارج منشأة تدريب نائية. وردد الرجال والنساء معاً بصوتٍ واحد: "سأؤدي خدمتي، وأخاطر بحياتي عند الضرورة"، مرتدين قبعات رأس عسكرية خضراء وأزياء باللون الأزرق. ويحمل كل منهم لقب "هاتارفاداز"، الذي يعني "صياد الحدود".

مجموعات تستهدف المهاجرين في المجر

تُمثل تلك المجموعة أحدث المجندين المنضمين إلى فوجٍ يجري تشكيله لقمع المهاجرين الذين يحاولون دخول البلاد، بالتزامن مع سياسة السلطات المجرية التي تثير قلق جماعات حقوق الإنسان.

تقدَّم أكثر من ألفي مجري للانضمام إلى 800 آخرين وقعوا عقودهم بالفعل مع الشرطة، في أعقاب حملة تجنيد استهدفت المدنيين على مستوى البلاد وشملت مراكز التسوق والمدارس الثانوية.

تجنيد آلاف المجريين

تهدف الحملة إلى تجنيد ما يصل إلى 4.000 صياد حدودي. كما تحظى بدعم رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان، والشخصيات المؤثرة على الشبكات الاجتماعية، وبطل كرة الماء الأولمبي أتيلا فاري. حيث أعلن أوربان في حفل تدشين الحملة شهر سبتمبر/أيلول 2022، قائلاً: "يبدأ الأمن عند حدودنا، ولهذا سيبدأ أمن المجر من صيادي الحدود".

في حين جلس الشباب المجري في صفوف وراء المكاتب الخشبية قبيل بدء يوم تدريبٍ مكثف داخل منشأة التدريب، التي كانت تُستخدم كثكنات لحرس الحدود في السابق. بينما غطت ملصقات الدعاية العسكرية أحد الحوائط، بالإضافة إلى تعليمات حول كيفية فك وتركيب الأسلحة.

من جانبها، قالت كلاوديا ناغي (20 عاماً) من قرية سابولك، إنها لطالما أرادت أن تُصبح شرطية. لكن حلمها تبخر بعد أن أصبحت أماً لطفلين. وعندما شاهدت الإعلانات عن وظيفة صيادي الحدود، لم تستطِع التخلي عن فرصة الحصول على دخلٍ كبير ومضمون.

انتشار وظيفة صياد الحدود

من ناحية أخرى، فقد بدأت وظيفة صياد الحدود تكتسب شعبيةً وسط الاقتصاد المتداعي وارتفاع معدلات البطالة، خاصةً بين الشباب المجري. إذ يتقاضى صياد الحدود راتباً شهرياً يبلغ 919 دولاراً بعد إتمام مرحلة التدريب بنجاح، بالإضافة إلى التأمين الطبي والبدلات الأخرى. كما يحصل المغترب على بدلات للطعام والمسكن، وهي ميزةٌ إضافية لمن يعانون في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة داخل البلاد.

يخضع المتدرب لدورة تدريبية مكثفة في المعرفة النظرية والعملية على مدار أربعة أسابيع. وتشمل الدورة تعلُّم كيفية إطلاق النار، وتمشيط الحدود، وتتبع مسارات المهاجرين، واحتجاز الوافدين، وإجراء التفتيش، واعتقال المخالفين، ومنع دخول البلاد بشكلٍ غير شرعي.

في حين يجري تسليح الكتيبة بعد إتمام الدورة بالمسدسات، والهراوات، ورذاذ الفلفل، والأصفاد، ونظارات الرؤية الليلية. لينضم الأفراد بعدها إلى بقية رجال الشرطة وجنود الجيش الذين يمشطون الحدود المجرية بالفعل، والتي تحتوي أجزاء منها في الحدود المقابلة لصربيا وكرواتيا على سياج حديدي شائك ومكهرب.

من جانبها، زعمت الحكومة المجرية في يوليو/تموز 2022 أنها قبضت على نحو 157 ألف شخص يحاولون عبور الحدود بشكلٍ غير قانوني، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام.

بينما حذّرت جماعات الإغاثة وحقوق الإنسان من تعرض المهاجرين لمعدلات "عنف مقلقة" بصورةٍ متزايدة على أيدي السلطات المجرية. حيث تعرض شاب مغربي للضرب بواسطة رجال شرطة الحدود، الذين قاموا بقص شعره على شكل صليب قبل أن يُعيدوه إلى صربيا.

بلاغات من المهاجرين 

في حين قالت منظمة أطباء بلا حدود إن فريقها على الأرض يستقبل أعداداً متزايدة من بلاغات المهاجرين عن تعرضهم للأذى والدعس بواسطة مسؤولي الحدود. وأوضحت أنجيلا مارسيتيك، طبيبة المنظمة في صربيا: "نشهد اتساقاً وانتظاماً في حالات العنف التي نتعامل معها على الحدود المجرية-الصربية بأسلوبٍ لا يفرق بين كبيرٍ وصغير. ونستقبل كل أسبوع العديد من المرضى- وبينهم أطفال- الذين يعانون من كدمات، أو جروح عميقة وقطعية، أو خلع وكسور في عظام الساق والذراعين والرأس أحياناً".

فيما عالجت المنظمة 423 مريضاً بإصابات يقولون إنها ناتجة عن العنف على الحدود المجرية-الصربية منذ يناير/كانون الثاني 2021، وتتبع غالبية الشهادات نمطاً متشابهاً من الضرب، ومنع الوصول إلى الاحتياجات الأساسية، والتحرش المصحوب بإهانات عنصرية عادةً. 

إذ يقول بعض المهاجرين إنهم تعرضوا للسرقة وتدمير الممتلكات الشخصية، بينما أُجبر آخرون على التجرد من ثيابهم حتى في درجات البرودة القارسة، وتعرضوا لأشكال أخرى من الإذلال مثل تبول مسؤولي الحدود عليهم.

تحميل المزيد